حذَّرت السفارة الأمريكية موظفيها وعائلاتهم من دخول البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021، داعيةً إياهم إلى إلغاء جميع أنشطتهم في القدس؛ تحسباً لتوترات محتملة على خلفية تنظيم "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية التي تلقى رفضاً وغضباً فلسطينياً واسعاً.
حيث قالت السفارة، في بيان، مساء الإثنين 14 يونيو/حزيران: "عقب دعوات لإقامة مسيرة الأعلام بالقدس، واحتمال تنظيم تظاهرات ضدها بالبلدة القديمة، يُمنع على موظفي الإدارة الأمريكية وعائلاتهم دخول البلدة القديمة".
سفارة واشنطن أشارت إلى أنه نظراً إلى أن الأحداث الأمنية غالباً ما تقع دون سابق إنذار، يُطلب من المواطنين الأمريكيين بالقدس "توخي الحذر، واتخاذ التدابير المناسبة للحفاظ على أمنهم".
كان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد عومر بارليف، قد صدَّق، مساء الإثنين، على تنظيم المسيرة، بعد إجرائه تقييماً للوضع مع قادة الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والشرطة ومجلس الأمن القومي، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية (خاصة).
فيما قال "بارليف" في وقت سابق من يوم الإثنين: "سنعقد اليوم تقييماً للوضع بخصوص مسيرة الأعلام، كما ستكون هناك توصية من الشرطة وسنرى ما إذا كانت مقبولة لدينا".
منظمات إسرائيلية متطرفة
كان من المقرر أن تُنظم "مسيرة الأعلام" خلال الشهر الماضي، بدعوة من منظمات يمينية إسرائيلية، بمناسبة الذكرى السنوية (وفق التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.
يُطلق على هذه المسيرة اسم "مسيرة الأعلام"، وتتضمن رقصة بالأعلام الإسرائيلية، وتمر من خلال "باب العامود"، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، وتمر عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه الإسرائيليون اسم "حائط المبكى".
فيما رفضت الشرطة الإسرائيلية، في وقت سابق من هذا الشهر، طلب منظمات اليمين الإسرائيلية تنظيمها، الخميس الماضي، ولكن تحت ضغط رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو تمت الموافقة على تنظيمها الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021.
إلى ذلك، وجَّه ناشطون فلسطينيون دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، للاحتشاد في "باب العامود" بالتزامن مع المسيرة الاستفزازية.
جدير بالذكر أن مسؤولين وأحزاباً فلسطينية قد حذّروا من تبعات السماح بهذه المسيرة، محملين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.
يشار إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، كان قد طالب قبل أيام بإلغاء تلك المسيرة، بسبب الاستفزاز الذي يشكله تنظيمها في أزقة البلدة القديمة من المدينة المحتلة، منوهاً إلى أنها من الممكن أن تؤدي إلى الإضرار بالنظام الجماهيري والمسارات الدبلوماسية الجارية.