قررت الشرطة الإٍسرائيلية، الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، تعزيز قواتها في مدينة القدس المحتلة عشية مسيرة الأعلام الاستفزازية المقررة غداً الثلاثاء، إذ قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "تستعد الشرطة بقوات متزايدة لاستعراض الأعلام الذي سيقام الثلاثاء في القدس".
الصحيفة الإسرائيلية أضافت أنه خوفاً من الاشتباكات العنيفة بين المستوطنين المشاركين بالمسيرة والمقدسيين تم تعزيز قوات الاحتلال، كما أن رجال شرطة سريين وعلنيين سيسيرون على طول الطريق في منطقة باب العامود.
وكانت الشرطة وافقت على طلب منظمات اليمين الإسرائيلية تنظيم مسيرة بالقدس الشرقية يتم خلالها رفع الأعلام الإسرائيلية.
وكان من المقرر أن تنظم المسيرة الشهر الماضي، لمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية وفق التقويم العبري، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.
فيما رفضت شرطة الاحتلال الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر طلب منظمات اليمين الإسرائيلية تنظيمها يوم الخميس الماضي، ولكن تحت ضغط رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو تمت الموافقة على تنظيمها غداً الثلاثاء.
وتتضمن المسيرة رقصة بالأعلام الإسرائيلية في ساحة باب العامود، إحدى بوابات بلدة القدس القديمة، ووجه نشطاء فلسطينيون دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للاحتشاد في باب العامود بالتزامن مع المسيرة الاستفزازية.
وكان مسؤولون وأحزاب فلسطينية حذروا من تبعات السماح بهذه المسيرة، محملين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.
توترات في الضفة الغربية
يأتي هذا في وقت أصيب فيه فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال مداهمة منزل لاعتقالهما، ببلدة الجفتلك، شمالي مدينة أريحا، إذ قال أحمد غوانمة، رئيس مجلس محلي "الجفتلك" للأناضول، إن قوة إسرائيلية داهمت منزلاً لاعتقال شابين، من سكان نفس البلدة، وخلال عملية الاعتقال أطلقت عليهما النار.
كما أضاف غوانمة أن "جيش الاحتلال اعتقل المصابين"، مبيناً أن "جراح أحدهما خطيرة ونقل بمروحية عسكرية"، دون أن يتضح إن كان النقل إلى مستشفى أم مكان آخر.
وينفذ جيش الاحتلال اعتقالات ليلية مستمرة في الضفة الغربية، بهدف القبض على فلسطينيين، ينتمون لأحد الفصائل أو متهمين بالمشاركة في فعاليات رافضة للاحتلال.
مسيرة الأعلام في القدس
ويأتي هذا بعد أن قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الجمعة، إن " مسيرة الأعلام" التي يعتزم المستوطنون تنفيذها في القدس الثلاثاء القادم ستمر من باب العامود، حيث سمحت الشرطة للمستوطنين بإقامة صلوات تلمودية ورقصات جماعية بالأعلام أمام أحد أبواب البلدة القديمة من المدينة المحتلة.
يشار إلى أن مسيرة المستوطنين الاستفزازية المسماة "مسيرة الأعلام" تم تأجيلها للمرة الأولى في أيار/مايو، حينما أطلقت المقاومة صواريخها باتجاه القدس دعماً للاحتجاجات التي شهدتها المدينة طوال تلك الأيام ضد الاعتداءات الإسرائيلية واقتحام المسجد الأقصى، وتم تأجيلها بعد ذلك لعدة مرات على وقع تهديدات المقاومة.
بحسب الصحيفة، فإن الشرطة الإسرائيلية ستسمح للمستوطنين، الثلاثاء، بإكمال مسيرتهم باتجاه الأحياء الفلسطينية وباب العامود وأزقة البلدة القديمة، على الرغم من اعتراض قدمه بعض القادة الأمنيين وسط تخوفات من أن تصعد المسيرة من حدة الاشتباكات مع الشبان الفلسطينيين وتوسع رقعة المواجهات لمدن فلسطينية أخرى.
والخميس، تحولت زيارة عضو الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير لمنطقة باب العامود إلى مواجهات واشتباكات بين الجنود والشبان الفلسطينيين انتهت باعتقال 10 منهم على الأقل وإصابة آخرين بشظايا قنابل صوتية.
إلغاء سابق للمسيرة
كانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت، الإثنين 7 يونيو/حزيران 2021، تراجعها عن الموافقة على المسيرة الضخمة التي كان ينوي المستوطنون القيام بها في مدينة القدس وأزقة بلدتها القديمة.
جاء ذلك بعد أن أصدرت الشرطة، الأحد، وخلافاً لتوصيات بعض القادة ومنهم وزير الجيش بيني غانتس، قراراً بالموافقة على تنظيم "مسيرة الأعلام" الخميس المقبل، والذي يستعد للمشاركة فيها آلاف المستوطنين المتطرفين.
قرار الشرطة الإسرائيلية لاقى استهجاناً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية، خصوصاً اليمينية، حيث هاجمت أحزاب يمينية الشرطة الإسرائيلية واتهمتها بالاستسلام لحماس.
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المنظمين قولهم في بيان إنهم يأسفون لقرار الشرطة، متأملين أن تتراجع عن قرارها الأخير.
تحذير فلسطيني
أطلق خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، تحذيراً وجهه إلى الوسطاء والعالم، قائلاً إن اقتربت مسيرة الأعلام من القدس فإن حركته تعرف كيف تلجم الاحتلال، مضيفاً: "إن عدتم عدنا".
وحذر الحية من العودة لما قبل 11 مايو/أيار، وهي لحظة إطلاق المقاومة الصواريخ نصرة للقدس، وإبطال مسيرة الأعلام الصهيونية.
وقال الحية: عندما تصل المعركة للقدس فلا خطوط حمراء، موضحاً أن معركة سيف القدس كانت عنواناً لوحدة الشعب الفلسطيني.
المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس أبوعبيدة قال أيضاً إن الحركة تتابع عن كثب الأحداث في القدس و"المحاولات الاستفزازية للمستوطنين المتطرفين وقادتهم".