دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، العرب والمسلمين إلى ضرورة التصدي لإصرار السلطات الإسرائيلية على تنظيم "مسيرة الأعلام" حول المسجد الأقصى، والتي اعتبرها استفزازاً جديداً ينضم لسلسلة طويلة من المخططات الإجرامية التي يقودها "اليمين الإرهابي المتطرف، على حساب دماء الفلسطينيين المسالمين وحقوقهم".
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية، بينها صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية عشية خروج تلك المسيرة.
فيما أكد الطيب أن هذه المسيرة هي "محاولة لكسب دعاية سياسية رخيصة، يقودُها اليمين الإرهابي المتطرف"، مضيفاً: "علينا نحن العرب والمسلمين وكل محبي السلام في العالم أن نتصدى لهذه الانتهاكات الصهيونية، التي لن تجلب إلا مزيداً من العنف والدمار والخراب".
"فتح" تدعو إلى التصدي لمسيرة الأعلام
في وقت سابق من يوم الإثنين، دعت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الشعب الفلسطيني، وكوادر الحركة، إلى التصدي لـ"مسيرة الأعلام" في مدينة القدس المحتلة.
حيث قالت اللجنة، في بيان، إن "مدينة القدس خط أحمر، وإن للشعب الفلسطيني إرادة صلبة، وإصراراً على مقاومة الاحتلال وإفشال مخططاته الاستعمارية".
غير أن اللجنة لم توضح طبيعة التصدي، لكنها دعت إلى "الوحدة ورص الصفوف في مواجهة المخططات الإسرائيلية، والوقوف صفاً واحداً للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية".
كما تابعت اللجنة: "شعبنا العظيم في القدس يثبت أنه عصي على الكسر، ولن يرضخ لسياسة الأمر الواقع، وسيواصل صموده ومقاومته حتى يكنس عن أرض وطنه آخر جندي ومستوطن إسرائيلي"، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة والداخل (داخل إسرائيل) والشتات، سيهزم هؤلاء الفاشيين من اليمين الصهيوني العنصري".
في حين حمّلت مركزية "فتح"، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تفجير الأوضاع في القدس وعموم الأراضي الفلسطينية.
منظمات إسرائيلية متطرفة
كان من المقرر أن تُنظم "مسيرة الأعلام" خلال الشهر الماضي، بدعوة من منظمات يمينية إسرائيلية، بمناسبة الذكرى السنوية (وفق التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.
يُطلق على هذه المسيرة اسم "مسيرة الأعلام"، وتتضمن رقصة بالأعلام الإسرائيلية، وتمر من خلال باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، وتمر عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه الإسرائيليون اسم "حائط المبكى".
فيما رفضت الشرطة الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر، طلب منظمات اليمين الإسرائيلية تنظيمها، الخميس الماضي، ولكن تحت ضغط رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو تمت الموافقة على تنظيمها الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021.
إلى ذلك، وجّه ناشطون فلسطينيون دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للاحتشاد في باب العامود بالتزامن مع المسيرة الاستفزازية.
جدير بالذكر أن مسؤولين وأحزاباً فلسطينية قد حذّروا من تبعات السماح بهذه المسيرة، محملين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.
يشار إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس كان قد طالب قبل أيام بإلغاء تلك المسيرة الأعلام، بسبب الاستفزاز الذي يشكله تنظيم هذه المسيرة في أزقة البلدة القديمة من المدينة المحتلة، منوهاً إلى أنها من الممكن أن تؤدي إلى الإضرار بالنظام الجماهيري والمسارات الدبلوماسية الجارية.