دعت جهات فصائلية وشعبية، الأحد 13 يونيو/حزيران 2021، الشعب الفلسطيني إلى الاحتشاد والتظاهر، تزامناً مع "مسيرة الأعلام" التي يعتزم المستوطنون تنظيمها الثلاثاء المقبل في مدينة القدس، مروراً بباب العامود وأزقة البلدة القديمة.
مسيرة المستوطنين تم تأجيلها للمرة الأولى في أيار/مايو حينما أطلقت المقاومة صواريخها باتجاه القدس دعماً للاحتجاجات التي شهدتها المدينة طوال تلك الأيام ضد الاعتداءات الإسرائيلية واقتحام المسجد الأقصى، وتم تأجيلها بعد ذلك لعدة مرات على وقع تهديدات المقاومة.
في قرار أخير، أقرت شرطة الاحتلال بالسماح للمستوطنين بتنفيذ مسيرتهم الثلاثاء القادمة، والتي ستشمل بإقامة صلوات تلمودية ورقصات جماعية بالأعلام أمام أحد أبواب البلدة القديمة من المدينة المحتلة.
لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في فلسطين دعت من جانبها إلى إعلان الثلاثاء يوم غضب في فلسطين من البحر إلى النهر، كما طالبت الأذرع العسكرية للمقاومة إلى الاستنفار لمنع مسيرة المستوطنين في القدس المحتلة.
أما حركة حماس، فقد دعت المقدسيين إلى النفير العام والاحتشاد في ساحات المسجد الأقصى المبارك وفي شوارع البلدة القديمة، لتفويت الفرصة على المستوطنين بتحقيق هدفهم في استباحة شوارع المدينة المحتلة.
وقال الناطق باسم الحركة في مدينة القدس محمد حمادة: "ليكن يوم الثلاثاء القادم يوم نفير ورباط نحو المسجد الأقصى، ويوم غضب وتحدٍّ للاحتلال الإسرائيلي".
ووجه رسالة لأهل القدس قائلاً لهم: "أهلنا الصامدين المرابطين في بيت المقدس، يا من ألهمتم شعوب الأرض كيف يكون العناد والثبات والتصدي للمحتل لمنعه من فرض إرادته وتغيير معالم القدس هويةً وشكلاً، أروا الله وشعبكم منكم ما أبدعتم فيه، وكونوا خير سيف للقدس والأقصى".
تحذير من حماس
وقد سبق أن أطلق خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، تحذيراً وجهه إلى الوسطاء والعالم، قائلاً إن اقتراب مسيرة الأعلام من القدس فإن حركته تعرف كيف تلجم الاحتلال، مضيفاً: "إن عدتم عدنا".
وحذر الحية من العودة لما قبل 11 مايو/أيار، وهي لحظة إطلاق المقاومة الصواريخ نصرة للقدس، وإبطال مسيرة الأعلام الصهيونية.
وقال الحية عندما تصل المعركة للقدس فلا خطوط حمراء، موضحاً أن معركة سيف القدس كانت عنواناً لوحدة الشعب الفلسطيني.
المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس أبوعبيدة قال أيضاً إن الحركة تتابع عن كثب الأحداث في القدس و"المحاولات الاستفزازية للمستوطنين المتطرفين وقادتهم".
مسيرة الأعلام
ووسط تهديدات المقاومة، تخبطت السلطات الإسرائيلية الأسبوع الماضي مترددة بالسماح للمسيرة الضخمة التي كان ينوي المستوطنون القيام بها في مدينة القدس وأزقة بلدتها القديمة.
جاء ذلك بعد أن أصدرت الشرطة، الأحد، وخلافاً لتوصيات بعض القادة ومنهم وزير الجيش بيني غانتس، قراراً بالموافقة على تنظيم "مسيرة الأعلام" الخميس، والذي يستعد للمشاركة فيها آلاف المستوطنين المتطرفين، ثم تراجعت عنه.
قرار الشرطة الإسرائيلية لاقى استهجاناً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية، خصوصاً اليمينية، حيث هاجمت أحزاب يمينية الشرطة الإسرائيلية واتهمتها بالاستسلام لحماس.
كانت منظمات يمينية إسرائيلية متطرفة قد دعت مؤخراً إلى المشاركة في مسيرة "استفزازية"، تعتزم تنظيمها بالقدس المحتلة، الخميس المقبل.
يُطلق على هذه المسيرة اسم "مسيرة الأعلام"، وتمر من خلال باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، وتمر عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه الإسرائيليون اسم "حائط المبكى".
تنظيم المسيرة، التي يُرفع فيها الكثير من الأعلام الإسرائيلية، كان من المقرر الشهر الماضي، تزامناً مع الذكرى السنوية (بموجب التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي ظل التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس الشرقية وغيرها من المدن.