شهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت 12 يونيو/حزيران 2021، مظاهرة حاشدة تطالب قادة مجموعة "الدول السبع"، بقطع دعمها السياسي والعسكري لإسرائيل، وللمطالبة بالحرية والعدالة لفلسطين، وذلك ضمن اليوم العالمي للعمل من أجل العدالة الدولية.
تأتي هذه المظاهرة، التي شارك فيها آلاف الأشخاص، تزامناً مع انطلاق أعمال قمة مجموعة السبع، الجمعة، بمدينة "كورنوال" جنوب غربي بريطانيا، والتي تستمر فعالياتها حتى الأحد.
فيما تجمَّع عدد من المتظاهرين أمام مبنى رئاسة الوزراء البريطانية في لندن، مرددين هتافات تندد بما وصفوه بتواطؤ المملكة المتحدة وحكومات مجموعة السبع الكبار في دعم إسرائيل والتستر على جرائمها، منها: "فلسطين حرة" و"أوقفوا الاحتلال"، رافعين الأعلام التركية والفلسطينية، كما حملوا بأيديهم صور الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في غزة.
كما وضع المتظاهرون توابيت رمزية للشهداء الأطفال الذين ارتقوا في العدوان الأخير على قطاع غزة، منتقدين الدول العربية الموقعة على اتفاقات التطبيع الأخيرة مع إسرائيل.
في هذا الإطار، تخلل التظاهرة مهرجان خطابي دعماً لفلسطين، حيث ألقى بعض الساسة والنشطاء كلمات أكدوا فيها وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني، مطالبين بمقاطعة إسرائيل.
يشار إلى أن عدداً من نواب البرلمان البريطاني طالبوا بالتصويت على مقترح مقاطعة إسرائيل، الذي سيُعرض أمام البرلمان في جلسة خاصة، يوم الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021.
كان من بين المشاركين في تلك التظاهرة، جيرمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال، إضافة إلى عدد من نواب الحزب.
إنهاء الاحتلال والاستيطان
من جهته، طالب كوربين، في كلمة خلال المظاهرة، بـ "إنهاء الاحتلال والاستيطان، ورفع الحصار على غزة"، مشدّداً على ضرورة الوقف الفوري للعدوان على الفلسطينيين والاعتراف بدولتهم وحقوق اللاجئين.
كما قال كوربين: "مطالبنا واضحة جداً: إنهاء احتلال الضفة الغربية، سحب جميع المستوطنين، وإنهاء سياسة الاستيطان وحصار غزة"، داعياً الشعوب الحية حول العالم للخروج عن صمتها، ودعم مطالب السلام والحرية للفلسطينيين.
بدوره، دعا المستشار العمالي السابق، جون ماكدونيل، الذي شارك في التظاهرة، إلى إنهاء مبيعات السلاح بين المملكة المتحدة ودولة الاحتلال؛ لوقف تمويل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، مطالباً بدعم حركة مقاطعة الاحتلال وسحب الاستثمارات، وأضاف: "لن يتوقف حراكنا حتى تتحقق العدالة للفلسطينيين وينتهي الاحتلال".
من جانبه، دعا رئيس البعثة الفلسطينية في بريطانيا، السفير حسام زملط، خلال كلمة له أمام المتظاهرين، إلى دعم حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
رغد التكريتي رئيسة الرابطة الإسلامية في بريطانيا، قالت: "التاريخ سيحاسب أولئك الذين يصمتون عن جرائم الحرب الإسرائيلية، ووقوفنا إلى جانب الحق الفلسطيني لن يتراجع مهما كانت الظروف"، منوهة إلى أن الفلسطينيين ما زالوا منذ 73 عاماً ينتظرون تطبيق القانون الدولي، بينما دولة الاحتلال تستمر في انتهاك القانون الدولي عن طريق تجريد الفلسطينيين من أراضيهم، وتوسيع المستوطنات، والاعتقالات، والتطهير العرقي.
في حين ذكر رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، زاهر بيراوي، أن "تظاهرة اليوم استمرار للتضامن مع أهلنا في فلسطين عموماً، وفي القدس وغزة على الخصوص"، متابعاً: "نحن هنا اليوم للتظاهر لأجل دعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في الحرية والخلاص من الاحتلال، ووقوفنا اليوم أمام الحكومة البريطانية؛ لكي نوصل رسالة بأنه آن الأوان لها أن تتوقف عن دعم الاحتلال".
يشار إلى أن التظاهرة كانت من تنظيم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وحملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، ومجموعة أصدقاء الأقصى، وتحالف "أوقِفوا الحرب"، وحملة نزع السلاح النووي، والرابطة الإسلامية في بريطانيا.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار 2021، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 289 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.