كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، أن صفقة مقاتلات "إف 35" للإمارات كانت "بنداً حاسماً" من التفاوض بشأن اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات، وذلك عكس ما كان قد صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، أشارت الخميس 10 يونيو/حزيران 2021، أن تصريحات الوزير الأمريكي السابق تناقض ادَّعاء نتنياهو، الذي قال إن صفقة بيع مقاتلات "إف 35" لم تكن بنداً أساسياً في المفاوضات الثلاثية التي أُجريت في أغسطس/آب 2020.
بومبيو "يُكذّب" نتنياهو
تشير الصحيفة إلى أن نتنياهو حاول تقديمَ الاتفاق مع الإمارات على أنه اتفاق "سلام مقابل سلام" للانقلاب على النموذج الذي لطالما اتَّبعته الدول العربية في عقد اتفاقيات السلام أو التطبيع مع إسرائيل فقط مقابل الأرض أو بعض المكاسب الأخرى مسبقاً.
كما هوَّن نتنياهو من شأن قراره المعلن بتجميد خطط الضم لأراضي الضفة الغربية في 1 يوليو/تموز 2020، قائلاً إن الخيارات لا تزال مفتوحة أمامه (ومنها التراجع عن قراره) رغم أن الإمارات قالت إن اتفاق التطبيع أزال ذلك الاحتمال تماماً عن الطاولة.
في وقت سابق، كانت مصادر استخباراتية إسرائيلية قد أخبرت صحيفة The Jerusalem Post أن صفقة بيع مقاتلات "إف 35" الأمريكية للإماراتيين كانت جزءاً أساسياً من الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وواجهت على إثر ذلك انتقادات من وزارة الدفاع الإسرائيلية، التي قالت إن الصحيفة غير مطلعة، ولا تملك المعلومات الكافية بشأن الاتفاق.
علاوة على ذلك، قالت المصادر وقتها إن بيع التكنولوجيا المتطورة من هذا النوع لدول الشرق الأوسط، مثل الإمارات، لم يعُد أمراً نادراً حدوثه كما كان في السابق.
الإمارات أصرت على صفقة "إف 35"
كان جاريد كوشنر، كبير مستشاري إدارة ترامب السابق، قد قال أيضاً إن صفقة بيع مقاتلات "إف 35" للإمارات كانت جزءاً رئيسياً من الصفقة، لكن الأهمية الزائدة لتصريحات بومبيو تأتي من أنه عادة ما يُنظر إليه على أنه أقرب شخصياً إلى مسؤولين بارزين في حكومة نتنياهو.
لم يكن وزير الخارجية الأمريكي السابق ينتقد هذا الجانب من الصفقة بقدرِ ما كان يؤكد أنه جزء من سلسلة من الإجراءات التي هدفت إلى بناء الثقة مع الإماراتيين.
يأتي من بين الخطوات الأخرى التي قال بومبيو إنها زادت من إقبال الإمارات على التطبيع مع إسرائيل عن طريق بناء الثقة، أن إدارة ترامب "كانت جادة ومصممة… ويمكن الاعتماد عليها"، خاصة بعد إقدامها على اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، وخطواتها العديدة نحو فرض مزيد من الإقرار بحقوق لإسرائيل في القدس والضفة الغربية.
خاصة بعد بيع نظام دفاع جوي للسعودية
بعد ذلك، قال بومبيو إن بيع نظام دفاع جوي متقدم للسعودية فتحَ المجال أيضاً للإمارات للمضي قدماً في اتجاه خطوتها الجريئة، بطلب الحصول على مقاتلات "إف 35″، لأن السعوديين هم القوة الرائدة بين دول الخليج.
أمَّا الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، فقد انتقده بومبيو ووصفه بأنه لا يدعم إسرائيل دعماً كافياً، وفق ما جاء في مقابلة أجرتها معه صحيفة Yediot Ahronot الإسرائيلية، ونُشرت أجزاء منها صباح الخميس.
رغم دعم بايدن العلني لإسرائيل في حربها على غزة من 10 إلى 21 مايو/أيار، فإن بومبيو قال إن الإدارة الأمريكية تُضعف إسرائيل بسعيها إلى العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وتعزيزها جوانب العلاقة الأمريكية الفلسطينية على حساب دعمها لسياسات حكومة نتنياهو.