أحدثت جائحة كورونا تغييرات كبيرة في التصنيف السنوي الخاص بترتيب المدن الأكثر ملاءمة للعيش على مستوى العالم، والذي يصدر عن وحدة "إيكونوميست إنتلجنس" Economist Intelligence، التابعة لمجلة The Economist البريطانية، وذلك بعد أن صعدت مدينة أوكلاند النيوزيلندية إلى الصدارة بدلاً من مدينة فيينا النمساوية، فيما أصبحت الأخيرة خارج قائمة الـ10 الأوائل، وهو الأمر الذي يعتبر مفاجأة كبيرة.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 9 يونيو/حزيران 2021، فإن مفاجآت هذا التصنيف الجديد، في عهد الجائحة، تمثلت بصعود نجم الدول الجزرية، مثل نيوزيلندا وأستراليا واليابان، التي حققت أفضل أداء بين دول العالم.
ما هو سر تفوق نيوزيلندا؟
كانت العاصمة النمساوية فيينا قد تصدَّرت القائمة منذ عام 2018، وعلى مدى سنوات كان السباق محتدماً بينها وبين مدينة ملبورن الأسترالية على صدارة الترتيب الذي شمل 140 مركزاً حضرياً في جميع أنحاء العالم.
فيما يبدو أن تمكُّن نيوزيلندا من القضاء على وباء كورونا داخل حدودها، عن طريق إجراءات الإغلاق التي ساعدت في إحكامها العزلة الجغرافية، قد أعطى مدنها دفعة كبيرة في هذا السياق.
تقول وحدة "إيكونوميست إنتلجنس" (EIU) في بيانها: "إن الإغلاق الصارم الذي نفَّذته نيوزيلندا أتاح لمجتمعها العودة مبكراً إلى فتح البلاد، ومكَّن مواطني مدن، مثل أوكلاند وويلنغتون، من الاستمتاع بأسلوب حياة يشبه الحياة قبل الوباء".
لا تنشر الوحدة عادةً الترتيبَ الكامل للجمهور، لكن آخر مرة وصلت أوكلاند إلى المراكز العشرة الأولى كانت في عام 2017، عندما احتلت المركز الثامن، وهو المركز الذي تقاسمته ملبورن الأسترالية مع جنيف السويسرية هذا العام، فيما تراجعت فيينا إلى المركز الثاني عشر.
ما يؤكد حجم الإنجاز الذي حققته نيوزيلندا هذا العام، أن عاصمتها ويلنغتون دخلت أيضاً في المراكز العشرة الأولى، إذ جاءت بالمركز الرابع خلف أوساكا اليابانية، التي صعدت مركزين لتصل إلى المركز الثاني في الترتيب، وأديلايد الأسترالية، التي تجاوزت المدن الأسترالية الأخرى، مثل سيدني وملبورن، لتتقدم إلى المركز الثالث بعد أن كانت في المركز العاشر.
الجائحة قلبت الموازين
الترتيب الأخير الذي أصدرته مجلة The Economist يعود إلى عام 2019، إذ أُلغي العام الماضي، بسبب الجائحة.
أشارت وحدة "إيكونوميست إنتلجنس" في تقريرها، إلى أن "جائحة كورونا تسببت في خسائر فادحة فيما يتعلق بقابلية العيش في العالم. فقد أصبحت المدن في جميع أنحاء العالم الآن أقل ملائمة للعيش عما كانت عليه قبل حلول الوباء، ونرى أن مناطق مثل أوروبا تضررت بدرجة أشد من غيرها" فيما يتعلق بهذا التصنيف.
يأتي ذلك بعد أن عانى الاتحاد الأوروبي لإطلاق حملة تطعيم خاصة به، واضطرار العديد من الدول الأعضاء، ومنها النمسا، إلى فرض عمليات إغلاق استمرت فترة أطول مما كانوا يأملون، ما أضر بتصنيف مدنه فيما يتعلق بمعايير الثقافة والبيئة.
والفئات الأربع الأخرى التي خضعت للتقييم هي: الاستقرار، والرعاية الصحية، والتعليم، والبنية التحتية.