قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، الأحد 6 يونيو/حزيران 2021، إن بعض الحكومات والشركات الخاصة تقدم جوائز وحوافز؛ لإغراء وتشجيع المترددين في الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، وذلك منذ بدء برامج التطعيم الشاملة بجميع أنحاء العالم قبل نحو 6 أشهر.
بعض الإغراءات والحوافز للحاصلين على لقاح كورونا تمثلت في الإعفاءات الضريبية، وتذاكر الطيران المجانية، وسندات توفير، وحتى شقق سكنية وملايين الدولارات في اليانصيب.
فيما تتناقض بشدةٍ الجهود المبذولة لزيادة معدلات التطعيم في البلدان التي تتوافر فيها اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19″، والتي أغلبها من ذوات الدخل المرتفع، مع ضعف الوصول إلى اللقاح الذي يواجهه غالبية سكان العالم.
حيث تستخدم بعض القطاعات -ومنها القطاعات ذات التمويل العام- وسائل إبداعية لجذب المترددين في الحصول على اللقاح وفي الوقت نفسه اكتساب الدعاية لمنتجاتهم، وذلك في البلدان التي تتمتع بإمكانية وصولٍ أفضل للقاحات.
شقق سكنية
في هذا الصدد، تعاون مُطورو العقارات مع المؤسسات الخيرية بهونغ كونغ لتقديم شقة بغرفة نوم واحدة بقيمة 1.4 مليون دولار، إضافة إلى 20 جائزة نقدية تعادل 12890 دولاراً، في يانصيب غير مفتوح إلا للسكان المُلقَّحين.
كما أعلنت هيئة المطار في هونغ كونغ أنها ستمنح 60 ألف تذكرة طيران لسكان المدينة وموظفي المطار الذين تلقوا جرعات التطعيم كاملة بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل. ويُعرَض على موظفي الخدمة المدنية في هونغ كونغ، وكذلك الموظفين بالأعمال الخاصة مثل بنك HSBC، يوم إجازة من العمل لكل جرعة لقاح يأخذونها.
كان الإقبال على اللقاح في هونغ كونغ بطيئاً، إذ تبلغ نسبة المُلقَّحين بالكامل 15% فقط، وفقاً لصحيفة The New York Times. وذكرت صحيفة The South China Morning Post أنَّ منظمي القرعة العقارية قالوا إنَّ الحجوزات تدفقت في الساعات التي تلت إعلان اليانصيب.
الحصول على نقود مالية
أما في صربيا، فبإمكان المواطنين الذين تلقَّوا جرعة أو جرعتين بحلول 31 مايو/أيار، الحصول على مبلغ لمرَّة واحدة، قدره نحو 30 دولاراً؛ أي نحو 5% من متوسط الراتب الشهري.
إذ قال الرئيس ألكسندر فوتشيتش، في أوائل مايو/أيار: "لقد درسنا كيفية مكافأة الأشخاص الذين أبدوا إحساساً بالمسؤولية، وقررنا منح دعم مالي إضافي لأولئك الذين تلقوا التطعيم".
فوتشيتش أضاف أنه لن يجعل اللقاح إلزامياً، لكنه وصف عدم تلقي التطعيم بأنه تصرُّف "غير مسؤول وأناني". وفي الشهر الماضي، قال إن العاملين في القطاع العام الذين لم يتلقوا التطعيم وأصيبوا بالفيروس، لن يكونوا مؤهلين بعد الآن للحصول على إجازة مرَضية.
أيضاً أعلنت شركة "كوانتاس" للطيران الأسترالية عرض جوائز للحاصلين على لقاح كورونا، بعدما قال الرئيس التنفيذي للشركة آلان جويس، إنه يتم تقديم عشر جوائز ضخمة، واحدة على الأقل لكل ولاية وإقليم، حيث يمكن أن تحصل عائلة مؤلفة من 4 أفراد على سفر غير محدود عبر شبكة "كوانتاس" و"جيت ستار" إلى أي وجهة ضمن نطاق الشبكة لمدة عام.
إغراءات مختلفة
فضلاً عن ذلك، قدمت بعض أفضل صالات الألعاب الرياضية في مدينة دبي الإماراتية أسبوعين من الدخول المجاني، لمن حصلوا على جرعات اللقاح كاملة خلال الشهر الماضي.
رغم أن الإمارات تتمتع ببعض من أعلى معدلات التطعيم بالعالم، في ظل وفرة الجرعات، فإنها واجهت اهتماماً متضائلاً بين غير المُلقَّحين.
الأمر ذاته لم يختلف كثيراً في الفلبين، التي تسعى للتغلب على التردد والشكوك حول اللقاحات عبر تقديم الإغراءات للناس قبل توافر اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19″.
فقد أفادت صحيفة The Straits Times بأن عمدة بلدة صغيرة في مقاطعة إيلوكوس سور يخطط لإجراء سحب على قطعة أرض مع منزل في ديسمبر/كانون الأول المقبل، عندما يتوقع أن تكون اللقاحات متاحة لمجتمعه.
وفي أماكن أخرى من الفلبين، تقدم مراكز التسوق التي تعمل كمواقع للتلقيح مساحات ركن سيارات وفطائر الموز بالمجان، وفقاً لصحيفة The Straits Times.
التجربة الدنماركية
في سياق متصل، لجأ باحثون دنماركيون إلى الواقع الافتراضي للتشجيع على زيادة حملات التطعيم من فيروس كورونا، وذلك من خلال تجربة تستهدف التوعية بمخاطر الفيروس وأهمية تلقي اللقاحات المضادة له.
ففي التجربة التي أجرتها جامعة كوبنهاغن، يضع المشاركون نظارات واقية؛ ليلعب كل منهم دور مُسنٍّ يعبر الميدان وهو يحاول جاهداً تجنُّب المارة الذين يرتدون الملابس الحمراء؛ لكونهم مصابين بكوفيد-19. أما الذين تلقوا التطعيم فيرتدون الملابس الزرقاء.
من جهته، قال آدم وهو مشارك في التجربة بحديقة في كوبنهاغن: "الأمر ممتع بالتأكيد. تشعر كأنك في أجواء يهيمن عليها فيروس كورونا"، لافتاً إلى أنه قرر بالفعل تلقي جرعة مضادة لكوفيد-19 قبل هذه التجربة.
بدوره، لفت روبرت بورن، أستاذ علم النفس في جامعة كوبنهاغن، إلى دراسة سابقة أجراها الباحثون عبر الإنترنت، متابعاً: "نعرف من دراسات مماثلة أنه بعد مرور الناس بتجربة واقع افتراضي مثل هذه، زاد عزمهم على التطعيم. لاحظنا ذلك بالفعل مع كوفيد-19".
بورن أوضح أن الفكرة يمكن أن تُستخدم في عيادات الأطباء.
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تقدّر أن التطعيم ينقذ ما بين أربعة وخمسة ملايين من الموت سنوياً.
وفي مسح أجرته وكالة يوروفاوند التابعة للاتحاد الأوروبي، في الفترة من فبراير/شباط إلى مارس/آذار الماضي، تبيَّن أن أكثر من ربع المراهقين في الاتحاد يرفضون تلقي لقاحات كوفيد-19.