أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 7 يونيو/حزيران 2021، تراجعها عن الموافقة على المسيرة الضخمة التي كان ينوي المستوطنون القيام بها في مدينة القدس وأزقة بلدتها القديمة، وذلك بعد دقائق من تهديدات أطلقها نائب رئيس المكتب السياسي بغزة خليل الحية.
كانت الشرطة الإسرائيلية قد أصدرت، الأحد، وخلافاَ لتوصيات بعض القادة ومنهم وزير الجيش بيني غانتس، قراراً بالموافقة على تنظيم "مسيرة الأعلام" الخميس المقبل، والذي يستعد للمشاركة فيها آلاف المستوطنين المتطرفين، تحت حماية الشرطة، بمنطقة "باب العامود" أحد أبواب البلدة القديمة من المدينة المحتلة.
هذه المسيرة جاءت بناء على دعوات استيطانية لتنظيم حدث بديل عن "مسيرة الأعلام"، التي كان من المقرر تنظيمها في ذكرى احتلال القدس عام 1967، في مايو/أيار، وتم إلغاؤها على وقع التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس، والصواريخ التي أطلقتها المقاومة على المدينة في أول يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة.
قرار الشرطة الإسرائيلية لاقى استهجاناً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية، خصوصاً اليمينية، حيث هاجمت أحزاب يمينية الشرطة الإسرائيلية واتهمتها بالاستسلام لحماس.
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المنظمين قولهم في بيان أنهم يأسفون لقرار الشرطة، متأملين أن تتراجع عن قرارها الأخير.
تحذير من حماس
القرار الإسرائيلي جاء بعد دقائق فقط من تحذير أطلقه خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وجهه إلى الوسطاء والعالم، قائلاً إن اقتراب مسيرة الأعلام من القدس فإن حركته تعرف كيف تلجم الاحتلال، مضيفاً: " إن عدتم عدنا".
وحذر الحية من العودة لما قبل 11 مايو/أيار، وهي لحظة إطلاق المقاومة الصواريخ نصرة للقدس، وإبطال مسيرة الأعلام الصهيونية.
وقال الحية عندما تصل المعركة للقدس فلا خطوط حمراء ، موضحاً أن معركة سيف القدس كانت عنواناً لوحدة الشعب الفلسطيني.
مسيرة الأعلام " الاستفزازية "
كانت منظمات يمينية إسرائيلية متطرفة قد دعت مؤخراً إلى المشاركة في مسيرة "استفزازية"، تعتزم تنظيمها بالقدس المحتلة، الخميس المقبل.
يُطلق على هذه المسيرة اسم "مسيرة الأعلام"، وتمر من خلال باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، وتمر عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه الإسرائيليون اسم "حائط المبكى".
تنظيم المسيرة، التي يُرفع فيها الكثير من الأعلام الإسرائيلية، كان من المقرر الشهر الماضي، تزامناً مع الذكرى السنوية (بموجب التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي ظل التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس الشرقية وغيرها من المدن.
من جانبه، طالب وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، مساء السبت بإلغاء "مسيرة الأعلام"، ، بسبب الاستفزاز الذي يشكله تنظيم هذه المسيرة في أزقة البلدة القديمة من المدينة المحتلة، منوهاً إلى أنها من الممكن أن تؤدي إلى الإضرار بالنظام الجماهيري والمسارات الدبلوماسية الجارية.