قال المعارض والفنان السوري جمال سليمان، الجمعة 4 يونيو/حزيران 2021، إنه كان من أشد المؤيدين لرئيس النظام بشار الأسد، وكان تأييده له علنياً، سواء حينما كان سفيراً للأمم المتحدة أو في تصريحاته الصحفية والإعلامية، مؤكداً أن موقفه من بشار تحوّل تماماً مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث أصبح بعدها لا يعترف بهذا "النظام الطاغية".
فيما شدّد سليمان، خلال ندوة بمقر صحيفة "المصري اليوم" المصرية الخاصة، على استمرار موقفه الرافض لنظام الأسد حتى بعد إعلان فوزه الأخير بفترة رئاسية جديدة، لافتاً إلى أنه ليس لديه شيء يخجل منه.
كان الأسد قد فاز، الخميس 27 مايو/أيار 2021، بولاية رئاسية جديدة، من المفترض أن تستمر سبع سنوات أخرى، بأغلبية 95.1% من الأصوات، وفقاً للأرقام الرسمية.
انتخابات بشار الأسد
يشار إلى أن تلك الانتخابات الرئاسية أجريت الأربعاء 26 مايو/أيار 2021، في مناطق سيطرة النظام، على الرغم من غياب أكثر من نصف المواطنين الذين حوَّلهم النظام إلى نازحين ولاجئين.
فبحسب أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، هناك نحو 6.6 مليون سوري أصبحوا لاجئين منذ عام 2011، في حين نزح 6 ملايين وأكثر من 700 ألف سوري.
فيما تداول السوريون فيديوهات مسرّبة من مركز اقتراع، يظهر فيها مسؤول الصندوق وهو يملأ الاستمارة عن الناخب، ويضعها بالصندوق عنه، فيما تظهر علامات الرعب واضحة في وجوه المواطنين.
في المقابل، شهدت المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تظاهرات حاشدة رافضة لمسرحية الانتخابات، بدأت من درعا، حيث تجمّع العشرات في ساحة المسجد العمري الذي انطلقت منه شرارة الثورة السورية في مارس/آذار 2011، رافعين شعار "لا مستقبل للسوريين مع القاتل".
كانت تقارير قد تحدثت عن أن ثمة شبه إجماع لدى السوريين، بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم، ومن ضمنهم مؤيدو نظام الأسد، على أن انتخابات النظام كانت على الدوام مسرحية هزيلة سيئة الإعداد والإخراج، حتى أصبحت مادة للتندر والسخرية.
يذكر أنه قبل إجراء تلك الانتخابات، أشارت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، في بيان مشترك، الثلاثاء، إلى أن الانتخابات "لن تكون حرة ولا عادلة".
كما أضاف الفنان السوري أنهم كانوا يأملون أن يصبح بشار الأسد قائداً عربياً إصلاحياً قادراً على تغيير سوريا، وإرساء العدل والمساواة وتغيير الوضع السياسي، وهو ما لم يحدث، مضيفاً: "حين كنت أذهب إلى مصر أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك وأشاهد الصحفيين يتحدثون عن الوزارة والحكومة، كنت أشعر بأنني في سويسرا مقارنة بسوريا".
تشكيل مجلس عسكري
في حين دافع مجدداً عن الفكرة التي طرحها خلال شهر فبراير/شباط الماضي، والداعية إلى تشكيل "مجلس عسكري" يكون بديلاً لجسم الحكم الانتقالي (الواردة في وثيقة جنيف)، منوهاً إلى أنه سبق أن طرح تلك الفكرة على نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قبل أكثر من 4 سنوات.
لكن الطرح الذي قدمه الفنان السوري فشل كغيره من الأطروحات الأخرى التي تسعى لحل الأزمة.
جدير بالذكر أن جسم الحكم الانتقالي (الوارد في وثيقة جنيف) يؤكد ضرورة أن يُؤلَّف هذا الجسم بالتساوي بين المعارضة والنظام، وهذا أمر اعتبره سليمان "مستحيلاً"، ولن يحدث.
أما عن رؤيته لمستقبل الأوضاع ببلاده، فذكر أنه "لا يمكن أن تصل سوريا إلى بر الأمان في ظل هذا الحكم، كما لا يمكنها أن تستقر في ظل حكم أي حزب من الإسلام السياسي، لأن سوريا بلد متعدد الطوائف".
يُذكر أن آخر الأعمال الفنية لسليمان هو مسلسل "الطاووس" الذي تم إنتاجه هذا العام، والذي جسّد فيه سليمان شخصية كمال الأسطول وهو محامٍ مخضرم مهتم بقضايا التعويضات، ولكن الظروف تضطره إلى التحقيق في إحدى قضايا الاغتصاب التي تقلب حياته رأساً على عقب.
هذا المسلسل أثار حالة من الجدل؛ لتشابُه أحداثه مع حادث قضية "الفيرمونت" الشهيرة بمصر، بينما نفى الفنان السوري صحة ذلك الأمر، مشدّداً على أن أحداث المسلسل لا علاقة لها بهذه الواقعة التي أثارت جدلاً واسعاً داخل مصر.