قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021، إن عشرات الآلاف من حشرات البعوض، المُعدّلة بالهندسة البيولوجية، انتشرت في سلسلة جزر فلوريدا كيز ضمن مشروعٍ تجريبي يهدف إلى زيادة تكاثر الحشرات المعدلة وراثياً والمُبرمجة برمجةً تجعلها مُقيّدة بما يمكن وصفه بـ"زرٍّ للموت".
إذ بدأت ذكور البعوض المعدلة وراثياً، من إنتاج شركة Oxitec البريطانية، في التزاوج مع الحشرات المحلية من بعوض يطلق عليه اسم "بعوضة الزاعجة المصرية" -والتي تتكاثر في حاويات من صنع الإنسان- والذي تجري برمجة سلالته من الإناث على الموت قبل البلوغ، مما يقضي على جيلٍ كامل من حمَلة الأمراض المحتملين.
في هذا السياق، قال الدكتور ناثان روز، رئيس الشؤون التنظيمية بالشركة: "إنّ الأمراض التي ينقلها البعوض قضيةٌ خطيرة جداً، وقد بدأت الضوابط التقليدية تفقد فاعليتها".
يُعَدُّ هذا البرنامج هو الأول من نوعه في الولايات المتحدة.
في الجهة المقابلة، يشتكي بعض السكان المحليين المعارضين للمشروع من استخدامهم كـ"فئران تجارب في تجربة خيالٍ علمي"، كما يخشون من أن إدخال حشرات معدلة وراثياً قد يتسبّبب في تكاثر فصيلةٍ هجينة أكثر خطورة.
دانا بيلز، مديرة برنامج الغذاء والتقنية بمنظمة Friends of the Earth، تقول بهذا الخصوص: "إنّ نشر بعوض معدل وراثياً سوف يُعرّض سكان فلوريدا كيز، والبيئة، والأنواع المهددة بالانقراض للخطر".
في حين تبنّى غالبية السكان المشروع في استفتاءٍ عامَ 2016، ومنحته وكالة حماية البيئة الأمريكية موافقةً تجريبية.
في العام الماضي، سجّلت فلوريدا كيز 65 حالة عدوى محلية بحمى الضنك، وقال روز: "هذه هي المرة الثانية خلال عشر سنوات، التي نشهد فيها ارتفاعاً كبيراً في عدد الحالات، وهذا البعوض سوف يكون حلاً مثالياً".
يُذكر أن الشركة أنتجت بيض ذلك البعوض داخل المختبرات، ثم شحنته إلى فلوريدا كيز، ولا يجتاز مرحلة البلوغ سوى الذكور -الذين لا يعضون- لينقلوا جينات الموت إلى البقية خلال التكاثر.