ذبح المعارض البيلاروسي، ستيبان لاتيبوف، نفسه وسط قاعة المحكمة، عندما تلقى تهديداً في المحاكمة التي يشكك معارضون بنزاهتها، بالمساس بأقاربه في حال عدم إقراره بالاتهامات الموجهة له، محدثاً بذلك أجواء من الصدمة والذهول أمام الحضور.
صحيفة The Independent البريطانية قالت، الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021، إن المعارض البيلاروسي لاتيبوف وفي قفص الاتهام الذي كان يقف بداخله، نزع قناعه وسحب شيئاً حاداً – يتوقع أنه كان قلماً – وغرسه عميقاً في حلقه.
قبل أن يفعل ذلك، صرح لاتيبوف لوالده بأنه هُدِّد بأن عائلته وجيرانه سيُقمعون إذا لم يقف في المحكمة ويلتزم بالاعتراف العلني بالتهم الموجهة إليه، كما زعم أن السلطات زجَّت به في زنزانة عقابية انفرادية على مدار الأسابيع السبعة الماضية.
من جهته، أمر القاضي سريعاً بفض جلسة المحكمة المقامة في مينسك لإخلاء القاعة، لكن الفوضى عمَّت المكان في أثناء محاولة إنقاذ لابيتوف، التي أعاقتها حقيقة أنه كان محبوساً في قفص الاتهام محكم الإغلاق المنتشر في محاكم دول الاتحاد السوفييتي السابق.
لذا عجز ضباط المحكمة عن الوصول إليه مباشرة، وفي أثناء بحثهم عن المفاتيح، استمر لاتيبوف في إيذاء نفسه، ليفقد وعيه في النهاية، ويُعتقد أن لاتيبوف دخل في غيبوبة مستحثَّة طبياً في مستشفى سيماشكو في مينسك، حيث يعمل الأطباء على إنقاذ حياته، وفقاً للصحيفة البريطانية.
ولاتيبوف الذي يعمل بتقليم الأشجار، هو المتهم الأحدث بين مئات يواجهون المحاكمة لدورهم في تنظيم احتجاجات معارضة ضد ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا الذي ينظر إليه معارضوه على أنه ديكتاتور.
كانت السلطات قد قبضت على لاتيبوف في 15 سبتمبر/أيلول الماضي في أثناء محاولته حماية لوحة جدارية مؤيدة للمعارضة في مينسك.
زعمت السلطات في وقت لاحق أنها اكتشفت أدلة على أن لاتيبوف كان يوزع سموماً مجهزة عمداً لقتل ضباط الشرطة. وذلك في حين أن لاتيبوف، الذي يملك شركته الخاصة، كان يتاجر بانتظام في مواد كيميائية سامة بحكم عمله.
استهداف المعارضين لـ"لوكاشينكو"
معروف عن لوكاشينكو قمعه الشديد لمعارضيه، فكثيرون ممن استمروا في معارضته دفعوا أثماناً باهظة واضطروا إلى الإتيان بأفعال يائسة للهروب مما يتعرضون له.
وصل الأمر في قمع المعارضين إلى أن بيلاروسيا أرغمت، الأحد 23 مايو/أيار 2021، طائرة تابعة لشركة "رايان إير"، كانت في طريقها من اليونان إلى ليتوانيا، على الهبوط في عاصمتها "مينسك"، من أجل اعتقال المعارض رومان بروتاسيفيتش (26 عاماً) الذي كان على متنها.
بحسب وكالة "رويترز"، فإن القرار البيلاروسي جاء بأمر من رئيسها لوكاشينكو، وهو القرار الذي وصفته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بـ"غير مقبول على الإطلاق".
كذلك انتحر، في الأسبوع الماضي، ديمتري ستاكوفسكي البالغ من العمر 17 عاماً تحت وطأة الضغوط عليه من محققي الأجهزة الأمنية، وأصبح ستاكوفسكي بذلك الضحية التاسعة على الأقل لحملة لوكاشينكو المستميتة للحفاظ على السلطة.
يُذكر أن لوكاشينكو كان قد أثار جدلاً عندما تحدى عشرات آلاف المحتجين ضده، في مظاهرات اندلعت ضده في أغسطس/آب 2020، عندما تجمع عدد منهم عند بوابة قصره، ليهبط في مروحية حاملاً معه بندقية كلاشنيكوف، ثم يتوجه إلى رجال الشرطة ليحييهم على تصديهم للمحتجين.