حذَّر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021 ، من أن بلاده "على مشارف الانهيار الشامل"، وهو وضع سيُضر أيضاً بالدول الشقيقة والصديقة، التي ناشدها دعم لبنان، في ظل العجز عن تشكيل حكومة جديدة.
وبسبب خلافات، خاصة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، يعجز لبنان عن تشكيل حكومة تخلف حكومة دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.
استمرار الحسابات السياسية
عبر خطاب متلفز، توجَّه دياب إلى اللبنانيين قائلاً: "رغم مرور 300 يوم على استقالة الحكومة، تستمر الحسابات السياسية بتجاهل مصالح لبنان ومعاناة اللبنانيين ،وتعرقل تشكيل الحكومة".
أضاف: "بسبب هذه الحسابات بات الفراغ قاعدة في البلد، بينما وجود الدولة ومؤسساتها هو الاستثناء".وتابع: اللبنانيون محبطون لدرجة "البحث عن الأمل والانفراج بعيداً عن وطنهم".
أوضح أن "لبنان يخسر يومياً كفاءاته العلمية وشبابه… والحلقة المفرغة التي يدور فيها الوطن، منذ 15 عاماً، تخنق الأمل بالخروج من الأزمة، وصولاً للانهيار الذي يتهددنا جميعاً".
المرور بأزمة اقتصادية
منذ عام ونصف العام، يعاني لبنان من أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ نهاية الحرب الأهلية في 1990، ما أدى إلى انهيار مالي غير مسبوق، وتضرر القدرة الشرائية للمواطنين.
كذلك وفي يوم الثلاثاء، رجح البنك الدولي، في تقرير له، أن تكون أزمة لبنان الاقتصادية الراهنة ضمن أشد عشر أزمات، وربما أحد أشد ثلاث، على مستوى العالم، منذ منتصف القرن التاسع عشر.
شدد دياب على أن "لبنان على مشارف الانهيار الشامل لعدة أسباب، منها عجز عن تشكيل حكومة جديدة تتصدّى للمشكلات، واستمرار القوى السياسية في عدم تحمُّل المسؤولية الوطنية، واستمرار تجميد خطة التعافي التي وضعناها… وإصرار مصرف لبنان (المركزي) على تقليص الاعتمادات (من النقد الأجنبي) لاستيراد المواد الأساسية".
خلاف حول الحكومة
منذ تكليفه في أكتوبر/تشرين الأول 2020، يختلف الحريري مع عون حول تشكيل حكومة اختصاصيين (لا ينتمون لأحزاب سياسية)، وعدد الحقائب الوزارية، وتسمية الوزراء، خاصةً المسيحيين منهم.
استطرد رئيس حكومة تصريف الأعمال: "كل هذا في ظل تهريب مستمر للمواد المدعومة، وحصار خارجي يمنع وصول المساعدات للبنان، كأنما هناك من يريد دفعه إلى الانهيار الشامل".
حذَّر من أن الانهيار الشامل ستكون "تداعياته خطيرة جداً، ليس على اللبنانيين فحسب، وإنما على الدول الشقيقة والصديقة، في البر أو عبر البحر (يبدو أنه يقصد الهجرة غير النظامية)، ولن يكون أحد قادراً على ضبط نتائجه".
أردف: "اللبنانيون ضحية، بينما ستعاود القوى السياسية النهوض لتقديم نفسها كمُنقذ للناس والبلد (…) والمطلوب العمل على تدارك السقوط وتقديم تنازلات من كل القوى السياسية". وتوجه إلى تلك القوى بقوله: "خافوا الله في هذا الشعب الذي يدفع أثماناً باهظة من دون ذنب".
لبنان في خطر شديد!
زاد الوضع سوءاً تداعيات كل من جائحة "كورونا" وانفجار المرفأ، في بلد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية
ناشد دياب، الدول الشقيقة والصديقة للبنان قائلاً: "لبنان في قلب الخطر الشديد، لا تحمّلوا اللبنانيين تبعات لا يتحمّلون أي مسؤولية فيها، والشعب اللبناني ينتظر منكم الوقوف لجانبه، ولا يتوقع أن تتفرّجوا على معاناته أو أن تساهموا في تعميقها".
في المقابل بات لبنان مهدداً بظلام شامل، في ظل عجز الحكومة عن تأمين الوقود المخصص لتشغيل محطات توليد الكهرباء، من جرّاء عدم توافر نقد أجنبي للاستيراد، ضمن أزمة اقتصادية حادة.
قال مصدر في مؤسسة كهرباء لبنان (رسمية)، لـ"الأناضول"، إن المخزون الحالي من وقود تشغيل محطات توليد الكهرباء يكفي تسعة أيام فقط.
أضاف المصدر طالباً عدم نشر اسمه، أن ثلاث سفن لاستيراد الوقود تنتظر موافقة المصرف المركزي لتحويل الأموال اللازمة، من أجل تفريغ حمولتها في خزانات محطات توليد الكهرباء.
تبلغ تكلفة الوقود الذي تحمله السفن الثلاث نحو 42 مليون دولار، وهو يكفي لتشغيل المحطات بضعة أسابيع فقط، بحسب المصدر.