أيدت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021، على الحكم الصادر على مجموعة "جونسون آند جونسون"، بدفع تعويضات عطل وضرر بقيمة 2.1 مليار دولار، بسبب بيعها "بودرة التلك" المتهمة بالتسبب في إصابات بالسرطان.
هذا التأكيد على الحكم جاء بعد رفض المحكمة الاستئناف الذي قدمته مجموعة "جونسون آند جونسون" الأمريكية لصناعة الأدوية، وفقاً لما لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021.
خلافاً للعرف، لم تعلل أعلى محكمة أمريكية قرارها، الذي يضع حداً لقضية ينظر فيها القضاء منذ سنوات، ويمكن أن يكون له تأثير على دعاوى جماعية أخرى.
كانت "جونسون آند جونسون"، شركة المنتجات للنظافة الشخصية، قد واجهت في السنوات الأخيرة آلاف الشكاوى، التي تتهم بودرة التلك باحتوائها على مادة الأسبستوس وتسببها بإصابات بسرطان المبيض.
الشركة كشفت في وقت سابق أن عدد دعاوى التضرر الشخصي المعلقة المرتبطة بمنتجها الخاص ببودرة الأطفال "في تزايد مستمر"، وفقاً لما ذكره موقع Business Insider الأمريكي، لكن "جونسون أند جونسون" دأبت على التأكيد أن بودرة الأطفال التي تنتجها لا تحتوي على الأسبستوس ولا تسبب السرطان، وفق قولها.
من جانبها، كانت هيئة محلفين قد أصدرت أحكام إدانة عدة في حق الشركة، وخصوصاً عام 2018، قضت بأن تدفع الشركة 4,7 مليار دولار عطلاً وضرراً لـ22 مستدعية، لكنّ محكمة استئناف في ولاية ميسوري خفضت هذا المبلغ في حزيران/يونيو 2020، معتبرةً أن المحاكمة لم يكن ينبغي أن تشمل بعض المستدعيات اللواتي لا علاقة لهنّ بالولاية.
إلا أن المحكمة اعتبرت أن المجموعة "باعت عن عمد منتجات تحتوي على الأسبستوس للمستهلكين"، مما تسبب في مشاكل "جسدية ونفسية وعاطفية" قوية، واستأنفت الشركة القرار أمام المحكمة العليا في ميسوري التي ردت طلبها، ثم لجأت إلى أعلى محكمة في الولايات المتحدة التي اتخذت قراراً مماثلاً.
في ردها على قرار المحكمة، اعتبرت "جونسون آند جونسون" في بيان لها، أمس الثلاثاء، أن القرار "يترك مسائل قانونية مهمة معلّقة ستستمر محاكم الولايات والمحاكم الفيدرالية في مواجهتها" تتعلق بمسائل إجرائية وبصلاحيات المحاكم، وشددت الشركة على أن الحكم لا يتعلق بـ"سلامة المنتج".
ورغم إصرار الشركة على براءتها، أعلنت في أيار/مايو 2020 التوقف عن بيع هذه البودرة القائمة على التلك في الولايات المتحدة وكندا، حيث انخفضت المبيعات بسبب تغير العادات وعدم الثقة بالمنتج.
جاء قرار الشركة بعد أشهر فقط من إصدارها أمراً بسحب 33 ألف زجاجة من بودرتها الخاصة بالأطفال، بعد أن كشف فحصٌ لها عن كميات ضئيلة من الأسبستوس في إحدى زجاجات منتجها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، وهو ما دفع متاجر Walmart وCVS Health وRite Aid لسحبها من أرففها.