قوبل طعنٌ قدَّمه حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021، في قانونية مسعى أحد خصومه اليمينيين لرئاسة حكومة جديدة بالرفض، في الوقت الذي واصل خصومه فيه مساعيهم الحثيثة لإبرام اتفاق للإطاحة به من رئاسة الوزراء.
جاء هذا التطور في وقت يترقب فيه نتنياهو مستقبله السياسي، ففي حال نجح خصومه في تشكيل الحكومة، فإنهم بذلك يكونون قد أطاحوا بأطول زعماء إسرائيل بقاءً في السلطة.
ساعات أخيرة تحدد مصير نتنياهو
كان نفتالي بينيت وزير الدفاع السابق في حكومة نتنياهو قد أعلن يوم الأحد أنه سيشارك في تحالف مقترح مع يائير لابيد، الزعيم المعارض المنتمي لتيار الوسط، على أن يتولى رئاسة الوزراء أولاً في ظل اتفاق يقوم على تناوب المنصب.
أمام هذا التحالف مهلة حتى منتصف ليل الأربعاء، لتقديم اتفاق نهائي للرئيس ريفلين، الذي كلف لابيد بمهمة تشكيل حكومة جديدة، بعد أن فشل نتنياهو في ذلك عقب انتخابات غير حاسمة جرت في 23 مارس/آذار الماضي.
إلى جانب ذلك، قالت مصادر مطلعة على المحادثات إن لابيد وبينيت وغيرهما من زعماء الأحزاب اجتمعوا لإبرام اتفاقات التحالف على أمل الوفاء بالموعد النهائي.
وربما يضم اتفاق لابيد وبينيت ساسة يمينيين آخرين، وكذلك أحزاباً تنتمي للتيارين الليبرالي ويسار الوسط. وتكهّنت وسائل إعلام إسرائيلية بأن يسعى التحالف للحصول على دعم برلماني من حزب يستمد أصواته من الأقلية العربية في إسرائيل.
نتنياهو فشل في الطعن
يحاول نتنياهو بشتى الوسائل إفشال نجاح هذا التحالف، لأنه يعلم جيداً أنه سيطيح به من منصبه، فففي رسالة إلى المستشارين القانونيين بالرئاسة والبرلمان قال حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو إن لابيد ليس مخولا له تسليم رئاسة الوزراء إلى بينيت.
لكن مكتب الرئيس ريئوفين ريفلين قال رداً على ذلك إنه لا يوجد سند قانوني لما ادعاه حزب "ليكود"، لأن لابيد سيؤدي اليمين كرئيس للوزراء بالتناوب.
وقبِل المكتب ما ذكره حزب ليكود من ضرورة أن يقدم لابيد للرئيس التفاصيل الكاملة المتعلقة بالحكومة الجديدة، لا مجرد إعلان التوصل إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف.
كما لم يتوقف نتنياهو عن مهاجمة خصمه السياسي، فقد اتهم نتنياهو منافسه بينيت بتعريض إسرائيل للخطر، في وقت تواجه فيه اضطرابات داخلية بين اليهود والعرب، بسبب القتال الذي شهدته غزة الشهر الماضي وعملية السلام المتوقفة مع الفلسطينيين وبسبب قضية إيران.
إسرائيل بلد منقسم
نتنياهو (71 عاماً) هو الشخصية السياسية المهيمنة في جيله، وكان قد انتخب أول مرة رئيساً للوزراء في 1996، ثم عاد إلى السلطة في 2009، وهو يشغل رئاسة الوزراء منذ ذلك الحين، لكنه يواجه أيضاً محاكمة بتهم قبول رشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهو ينفي هذه التهم.
في الوقت ذاته انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مركبة لبينيت، أضيفت إليها الكوفية العربية، الأمر الذي دفع البعض لتشبيهها بمحاولات لتشويه صورة رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين، الذي اغتاله عام 1995 متطرف يعارض خطواته لإحلال السلام.
فيما قال مصدر أمني إسرائيلي إن بينيت تلقى حراسة برلمانية بناء على توصية من جهاز الأمن الداخلي شين بيت، نتيجة "للمناخ التحريضي" ضده.
من جانبه قال كل من لابيد وبينيت إنهما يريدان توحيد الإسرائيليين من مختلف الاتجاهات السياسية، ووضع نهاية لخطاب الكراهية على المسرح السياسي.
وقال لابيد "بلد منقسم ويسوده العنف لن يقدر على التعامل مع إيران أو مع الاقتصاد. والقيادة التي تؤلبنا على بعضنا البعض تضر بقدرتنا على التعامل مع التحديات التي نواجهها".