دعا مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى تنظيم انقلاب عسكري على الإدارة الحالية، في خطوة أشبه بما حصل في ميانمار، حسب دعوته.
مايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس السابق دونالد ترامب، قال أمام جمهور مؤتمر QAnon، وهي نظرية مؤامرة ابتدعها اليمين المتطرف بأمريكا، إنه على الولايات المتحدة تنظيم انقلاب مثل الذي شهدته ميانمار، حسبما نقل موقع Business Insider الأمريكي الإثنين 31 مايو/أيار 2021.
مستشار الأمن القومي السابق تصدر أعمال المؤتمر الذي عقد في ولاية تكساس الأمريكية، بداية هذا الأسبوع، بعد أن أصبح شخصية بارزة في نظرية المؤامرة QAnon.
وفي مقطع فيديو نُشِر على تويتر، سأل أحد الحضور فلين: "أريد أن أعرف لماذا لا يمكن أن يحدث هنا مثل ما حدث في ميانمار".
هلَّل الحشود على الفور، وتبعهم رد فلين قائلاً: "لا يوجد سبب. ما أعنيه هو أنَّ هذا ما يجب أن يحدث هنا".
وأشادت المجتمعات المؤيدة لنظرية QAnon بانقلاب ميانمار وأيدت فكرة أنه يجب أن يحدث انقلاب مماثل في الولايات المتحدة، وفقاً لمؤسسة Media Matters for America غير الربحية.
يُذكَر أنه في عام 2017، أقر فلين بأنه مذنب في الكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن اتصالاته مع روسيا. واتهم في وقت لاحق وزارة العدل بالتورط في خداعه، ثم سَحَب إقراره بالذنب. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أصدر ترامب أمراً بالعفو عنه.
وعن الحدث الذي أراد مؤيدو هذه النظرية تحقيقَ شبيهٍ له، فإنه في 1 فبراير/شباط، أطاح جيش ميانمار بحكومته المُنتَخبة ديمقراطياً واعتقل قادتها، وهو ما أثار احتجاجات في جميع أنحاء البلاد؛ مما دفع المجلس العسكري لشن حملة ضد مواطنيها.
وقُتِل أكثر من 800 بورمي، من بينهم 40 طفلاً على الأقل، في هذه الحملة العسكرية، وفقاً لجمعية مساعدة السجناء السياسيين في ميانمار. واعتُقِل أكثر من 4000 شخص.
من هي حركة كيو أنون؟
نشأت حركة "كيو أنون" عام 2017، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل جيش من "الجنود الرقميين"، وفق مركز "صوفان" للدراسات الأمنية الذي يديره علي صوفان، الموظف السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي".
انتشرت الحركة كذلك في الخارج، من أوروبا وصولاً إلى أستراليا. وهي عبارة عن تشكيل غامض مؤيد لدونالد ترامب، يروج لنظريات المؤامرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول أتباعها إن "دولة عميقة" تسيطر على الولايات المتحدة منذ عقود، هي منظمة سرية تضم مسؤولين كباراً في الإدارات الأمريكية وآل كلينتون وأوباما، وعائلة روتشيلد، والمستثمر النافذ جورج سوروس، ونجوماً من هوليوود وشخصيات نخبة عالمية.
تزعم حركة كيو أنون أن هؤلاء منضوون في شبكة دولية للاتجار بالأطفال لأغراض جنسية، ويريدون إنشاء نظام عالمي جديد، تتخلى فيه الدول عن سيادتها لصالح هذه النخبة.
ظهرت أولى الرسائل المشفرة لهذه الحركة في أكتوبر/تشرين الأول 2017، كتبها حساب باسم "كيو"، تيمناً بتسمية تصريح وصول لمعلومات عالية السرية في وزارة الطاقة الأمريكية.
يقول أتباع الحركة إن "كيو" منشق سري في دوائر الرئيس، قرر الكشف عن بعض المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بطريقة عمل تلك المنظمة السرية العالمية على منصات التواصل الرقمية مثل منصة "فورتشان". ومنها تخرج بعد ذلك المعلومات إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتنتشر.
كانت "رابطة مكافحة التشهير"، وهي منظمة أمريكية تكافح ضد التطرف، قد تحدثت أواخر يونيو/حزيران 2020 عن مقاطع فيديو لحركة كيو أنون "تبث الكراهية وخطابات معادية للسامية".
تنطوي هذه الظاهرة على مخاطر حقيقية دفعت مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى اعتبار أن "كيو أنون" تشكّل خطرَ "تهديدٍ إرهابي داخلي" في عام 2019.
وظهر أتباع للحركة في العديد من لقاءات دونالد ترامب، رافعين خصوصاً لافتات عليها حرف "كيو" باللغة الإنجليزية، وشعار حركتهم "حيثما يذهب أحدنا، نذهب جميعاً".
يؤمن أنصار حركة كيو أنون هؤلاء بأن الملياردير الجمهوري سيتغلب على مؤامرة النخب الدولية ويعيد الحكم للشعب.