بدأت الجمعة، 28 مايو/أيار 2021، رسمياً في إيران حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو/حزيران المقبل، وذلك في أجواء من الهدوء واللامبالاة لاقتراع يقول كثيرون إنه محسوم النتائج مُسبقاً، لاسيما بعد استبعاد مرشحين بارزين من الإصلاحيين.
في شوارع طهران وفي ظل غياب صور المرشحين، تدعو ملصقات الإيرانيين للاقتراع "بصوت واحد"، من أجل مستقبل "إيران الأبدية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
والإيرانيون مدعوون إلى صناديق الاقتراع، في يونيو/حزيران المقبل، لانتخاب خلف للرئيس حسن روحاني، في جو من الاستياء العام من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة في البلاد.
يقول حميد ريزا، المهندس البالغ من العمر 41 عاماً: "الحقيقة أنني أتردد في التصويت في الوقت الحالي، لا أعرف حتى ما إذا كنت سأقترع أم لا".
من جانبها قالت أريزو، الموظفة في القطاع الخاص: "أفضّل عدم التصويت على القيام باختيار خاطئ أو الاختيار بين السيئ والأسوأ".
في المقابل يبدي بعض الإيرانيين عزمهم التصويت، من بينهم حميد وكيل، البالغ من العمر 52 عاماً، يقول إنه اتخذ قراره بالتصويت لإبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية المحافظ.
يُعد رئيسي المرشح الأوفر حظاً بعد إعلان هذا الأسبوع تنحية المرشح الوحيد الذي بدا وفقاً للصحافة المحلية قادراً على التفوق عليه، رئيس مجلس الشورى السابق علي لاريجاني.
كانت السلطات الإيرانية قد نشرت الثلاثاء الفائت القائمة النهائية للمرشحين الذين لم يستبعدوا من خوض الانتخابات، وأثار ذلك استياءً عارماً في الشارع الإيراني، فمن بين المرشحين السبعة الذين نالوا مصادقة مجلس صيانة الدستور خمسة من المحافظين المتشددين، وينافسهم اثنان من الإصلاحيين دون بعد وطني.
أثار استبعاد المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين من قبل مجلس صيانة الدستور، الذي يهيمن عليه المتشددون، استياء الكثيرين داخل إيران، في وقت يبدو فيه أن الأجواء تعد ليربح شخص واحد بعينه هذه الانتخابات، وهو إبراهيم رئيسي.
وبالنظر إلى الرفض المتزايد من قبل التيارين المحافظ والإصلاحي لقائمة المرشحين التي أعلن عنها مجلس صيانة الدستور، يتوقع العديد داخل إيران أن يتدخل المرشد الأعلى، علي خامنئي لإعادة مرشح أو اثنين إلى السباق الانتخابي.
سياسي إصلاحي بارز تحدث لـ"عربي بوست" قائلاً: "إذا استمر الوضع الحالي فلا تنتظر الحكومة إقبال الناخبين إطلاقاً، استبعاد المرشحين بهذه الطريقة يعني نهاية الحياة السياسية في إيران".
يتوقع السياسي الإصلاحي أن يتدخل خامنئي كما فعل سابقاً في انتخابات عام 2005، يسمح بإعادة مرشحين اثنين من التيار الإصلاحي، فيقول: "نتوقع أن يتدخل السيد خامنئي في اللحظات الأخيرة، ومن المتوقع إن تدخّل وأصدر مرسوماً حكومياً أن يعيد علي لاريجاني المعتدل، ونائب الرئيس الأول الإصلاحي إسحاق جهانغيري".
كان خامنئي قد حثّ الناخبين على تجاهل الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، بعد الانتقادات إزاء استبعاد مجلس صيانة الدستور لشخصيات بارزة مرشحة.
تأتي الانتخابات في وقت تخوض فيه طهران والقوى الكبرى مباحثات في فيينا، سعياً لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل أحادي في 2018.