أزال شبان فلسطينيون، الجمعة 28 مايو/أيار 2021، بؤرة استيطانية أقامها مستوطنون إسرائيليون قبل نحو أسبوعين على أراضي قرية "دير استيا" بمحافظة سلفيت، شمالي الضفة الغربية، فيما أطلق عليهم الجيش الإسرائيلي الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.
إذ صرح سعيد زيدان، رئيس بلدية القرية، بأن "مواطنين من قرى دير استيا وقراوة بني حسان وكفر ثلث، خرجوا في مسيرة عقب صلاة الجمعة؛ احتجاجاً على إقامة المستوطنين بؤرة استيطانية على أراضي دير استيا".
الوصول للبؤر الاستيطانية
أضاف زيدان أن الشبان وصلوا إلى البؤرة الاستيطانية وقاموا بتدميرها، وأكد إزالة البؤرة الاستيطانية من أراضي القرية، وهروب المستوطنين من المنطقة، مستدركاً أن "هناك تخوفات من إعادة بنائها".
وأشار إلى أن المستوطنين أقاموا هذه البؤرة عشية عيد الفطر يوم 12 مايو/أيار 2021، بمنطقة خربة شحادة، التابعة للقرية، والمحاذية لـ"قراوة بني حسان" و"كفر ثلث".
وأوضح أن المستوطنين قاموا في البداية بشق طريق بطول 300 متر للمنطقة، ومن ثم وضعوا غرفة واحدة متنقلة، وتطور الأمر مع الأيام إلى بناء خمس غرف متنقلة من الصفيح وخيمتين.
إغلاق مداخل القرية
رداً على إزالة البؤرة الاستيطانية، ذكر زيدان أن الجيش الإسرائيلي أغلق جميع مداخل القرية باستثناء واحد، كما أغلق الطريق المؤدي إلى وادي قانا، ومداخل قرية قراوة بني حسان، عبر بوابات حديدية تستخدم لهذا الغرض.
يوجد بالضفة الغربية أكثر من 700 عائق دائم (حواجز أو بوابات أو سواتر ترابية)، تقيد من خلالها قوات الاحتلال حركة المركبات والمشاة الفلسطينيين، وفق تقرير أصدره مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" عام 2018.
تشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.
يعتبر القانون الدولي الضفة الغربية والقدس الشرقية أراضي محتلة، وجميع أنشطة بناء المستوطنات اليهودية فيها غير قانونية.
الاستيلاء على قطعة أرض
تأتي إزالة البقعة الاستيطانية، في الوقت الذي استولى فيه مستوطنون إسرائيليون، الجمعة، على قطعة أرض وبئر مياه جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وحوّلوهما إلى منطقة سياحية.
قال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجة، إن عدداً من المستوطنين وبحماية الجيش الإسرائيلي، استولوا على 3 دونمات وبئر مياه من أراضي قرية كيسان جنوب شرقي بيت لحم.
أضاف مدير الهيئة (رسمية)، أن المستوطنين قاموا بتجريف الأرض ووضع أعمدة كهرباء ومقاعد خشبية؛ لتحويل الأرض إلى مزار ومنطقة سياحية للمستوطنين.
أكد بريجة، أن الأرض ذات ملكية خاصة لمواطنين من قرية كيسان، ولم تصدر فيها أوامر مصادرة، من قِبل السلطات الإسرائيلية.
وأمس الخميس، صدَّق "المجلس الأعلى للتخطيط"، في الإدارة المدنية التابعة لإسرائيل، على بناء 560 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "متساد" جنوب شرقي بيت لحم.
احتجاجات في الضفة
يأتي ذلك في الوقت نفسه الذي أصيب فيه عشرات الفلسطينيين، الجمعة، خلال تفريق الجيش الإسرائيلي مسيرات منددة بالاستيطان شمالي الضفة الغربية.
ووفق شهود عيان، "استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق مسيرة في بلدة بيتا جنوبي نابلس بالضفة؛ احتجاجاً على إقامة بؤرة استيطانية بها".
أوضح الشهود أن "المواجهات أسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق، من جرّاء الاستخدام الكثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع".
كما اندلعت مواجهات مماثلة في بلدة بيت دجن (شرقي نابلس)، وكفر قدوم شرقي قلقيلية (شمال) بالضفة، وأسفرت أيضاً عن وقوع عشرات الإصابات بالاختناق، بحسب شهود عيان.
ينظّم الفلسطينيون، يوم الجمعة من كل أسبوع، مسيرات مناهضة للاستيطان والجدار الفاصل، في عدد من القرى والبلدات بالضفة الغربية.