تعرَّضت الناشطة الفلسطينية منى الكرد، الخميس 27 مايو/أيار 2021، إلى الطرد من جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بسبب رسالة قالت إنها أرسلتها إلى مندوبة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال الجلسة، رداً على وصف الأخيرة الفلسطينيين بـ"الإرهابيين".
جاء ذلك بعد أن شاركت منى الكرد، إحدى الناشطات في مدينة القدس، والتي يعد منزل عائلتها واحداً من 28 منزلاً مهدداً بالتهجير في حي الشيخ جراح، بكلمة في جلسة خاصة عقدها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حول طبيعة الوضع في مدينة القدس ونفس الحي المهدد بالتهجير.
وبحسب تدوينة على حسابها الرسمي بفيسبوك، قالت منى الكرد إنها طُردت من الجلسة الخاصة بعد إرسالها رسالة على البريد الخاص بمندوبة مكتب نتنياهو، بعد أن فوجئت بحضورها وخوفاً من قطع كلامها إن تحدثت صوتياً، لتفاجأ بإخراجها من الجلسة بعد عشر دقائق من إرسالها.
ونشرت الكرد رسالتها على حسابها على موقع فيسبوك والتي تضمنت اتهامها لإسرائيل بقتل الأطفال والمدنيين والظهور بمظهر الضحية أمام المجتمع الدولي.
من جانبه، قال محمد الكرد في تغريدة له إن شقيقته طُردت من الجلسة بعد وصف امرأة إسرائيلية من مكتب بنيامين نتنياهو الفلسطينيين بـ"الإرهابيين"، عقب رد منى بدحض ادعائها، خاصة أنها لم يكن لديها علم مسبق بأن إسرائيل ستشارك في الجلسة.
جرائم حرب
وفي سياق متصل، اعتبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه، الخميس، أن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب، مشددة على أنها لم تتلق أدلة على أن الأبنية المستهدفة كانت تستخدم لأغراض عسكرية.
وأوضحت باشليه في افتتاح اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "في حال تبين أن هذه الهجمات استهدفت بطريقة عشوائية وغير متناسبة مدنيين وأهدافاً مدنية؛ فإنها قد تشكل جرائم حرب"، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتمثل منى الكرد إحدى الناشطات الفلسطينيات المدافعات عن حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ويعد منزل عائلتها واحداً من بيوت عدة حصلت عليها 28 عائلة فلسطينية عام 1956، هُجِّرت إبان النكبة واستقرت في تلك المنطقة.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة؛ جراء اعتداءات ارتكبتها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من أصحابها، كمرحلة أولى.
التوتر تصاعد بشكل كبير ليشمل احتجاجات واشتباكات في القدس ومعظم مدن الداخل، قبل أن تبدأ موجة تصعيد إسرائيلي في قطاع غزة، استمرت 11 يوماً، وتسببت في مجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة.
هذا العدوان الإسرائيلي، أسفر عن 281 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".