ألمانيا تعترف لأول مرة بارتكابها “إبادة جماعية” بدولة إفريقية.. تعهَّدت بتقديم “مساعدات” بقيمة مليار يورو

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/28 الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/28 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (رويترز)

اعترفت ألمانيا الجمعة 28 مايو/أيار 2021، للمرة الأولى في تاريخها، بارتكابها "إبادة جماعية" ضدّ ناميبيا، خلال استعمارها قبل أكثر من قرن من الزمن، متعهّدة بتقديم مساعدات تنموية للدولة الإفريقية تزيد قيمتها على مليار يورو.

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان، نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية، قال إنّه "اعتباراً من اليوم سنصنِّف رسمياً هذه الحوادث بما هي عليه في منظور اليوم: إبادة جماعية".

كما رحّب ماس في بيانه بتوصّل ألمانيا وناميبيا إلى "اتفاق" بعد مفاوضات شاقّة استمرّت أكثر من خمس سنوات تمحورت حول الأحداث التي جرت إبّان الاحتلال الألماني للبلد الواقع في جنوب غرب إفريقيا (1884-1915).

يشار إلى أن ناميبيا كانت مستعمرة تابعة للإمبراطورية الألمانية خلال الفترة من عام 1884 حتى عام 1915، وقمع المستعمرون الألمان خلال الفترة من عام 1904 حتى عام 1908 بوحشية مقاومة السكان المحليين من قبيلتي هيريرو وناما. 

وبين 1904 و1908 قُتل عشرات الآلاف من أبناء شعبي هيريرو وناما في مذابح ارتكبها مستوطنون ألمان واعتبرها العديد من المؤرّخين أول إبادة جماعية في القرن العشرين.

وفي بيانه، قال الوزير الألماني إنّه "في ضوء المسؤولية التاريخية والأخلاقية لألمانيا، سنطلب الصفح من ناميبيا ومن أحفاد الضحايا" على "الفظائع" التي ارتكبت بحقّهم، مضيفاً أنّه في "بادرة اعتراف بالمعاناة الهائلة التي لحقت بالضحايا" فإنّ ألمانيا ستدعم "إعادة الإعمار والتنمية" في ناميبيا عبر برنامج مالي قيمته 1.1 مليار يورو، مشدّداً على أن هذه الأموال ليست تعويضات على أساس قانوني .

الاستعمار الألماني لناميبيا 

يشار إلى أن ناميبيا كانت مستعمرة تابعة للإمبراطورية الألمانية خلال الفترة من عام 1884 حتى عام 1915، وقمع المستعمرون الألمان خلال الفترة من عام 1904 حتى عام 1908 بوحشية مقاومة السكان المحليين من قبيلتي هيريرو وناما. 

ولسنوات طويلة سمّمت الجرائم التي ارتكبت خلال فترة الاستعمار الألماني لناميبيا العلاقات بين البلدين.

وفي 1904 ثار شعب ناميبيا ضد الألمان بعدما حرمهم هؤلاء من أراضيهم وماشيتهم، في تمرّد قتل خلاله حوالي مئة مستوطن لتتدخل ألمانيا بمهمة إخماد التمرّد التي قادها الجنرال لوثار فون تروثا، الذي أمر بإبادة المتمرّدين.

وأسفرت هذه المذابح بين 1904 و1908 عن مقتل ما لا يقل عن 60 ألفاً من أبناء شعب هيريرو وحوالي 10 آلاف من أبناء شعب ناما بناميبيا.

واستخدمت القوات الاستعمارية الألمانية لإخماد هذا التمرّد تقنيات إبادة جماعية شملت ارتكاب مذابح جماعية والنفي في الصحراء؛ حيث قضى آلاف الرجال والنساء والأطفال عطشاً، وإقامة معسكرات اعتقال أشهرها معسكر "جزيرة القرش".

تحميل المزيد