اختار أكبر حزب معارض في ألمانيا، "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني المتطرف، مرشحيه لقيادة حملته الانتخابية، ويتعلق الأمر بكل من أليس فيديل وتينو تشروبالا، وكلاهما عضو في البرلمان، وقد تم انتخابهما بنسبة 71% من الأصوات، مما أعطى دفعة للقوى اليمينية الأكثر تطرفاً في الحزب، قبل أربعة أشهر من الانتخابات الفيدرالية المقبلة.
حسب تقرير لشبكة Deutsche Welle الألمانية، فإن الحزب اليميني الصاعد في المشهد السياسي الألماني، يتبنى خطاباً متشدداً تجاه العديد من القضايا، أبرزها تلك المرتبطة بالهجرة والمهاجرين، كما أنه يعتبر أنَّ جل المشاكل المجتمعية التي تعانيها عديد من دول أوروبا مصدرها تعدد الأعراق والأجناس.
معاداة الهجرة والإسلام
يدعو حزب البديل من أجل ألمانيا إلى إعادة هيكلة جذرية للمجتمع الألماني: فيريد الحد من الهجرة، ويرى أن الجنسية لا بد أن تصبح مرتبطة مرة أخرى بأصل الفرد.
كما يريد الحزب وقف التمويل عن العديد من المشاريع التي تكافح العنصرية أو تدعم الفهم الحديث للنوع الاجتماعي، فضلاً عن حظر الجمعيات الإسلامية في البلاد.
ويشكك حزب البديل من أجل ألمانيا أيضاً في حقيقة تغير المناخ بفعل الإنسان، ويرغب في أن تستمر ألمانيا في الاعتماد على الفحم والطاقة النووية.
إضافة إلى ذلك، فإن الحزب يرفض الاتحاد الأوروبي ويدعو ألمانيا إلى مغادرته.
خلافات داخل الحزب
وقد بدأت الخلافات تدبُّ مرة أخرى في صفوف قيادات حزب البديل من أجل ألمانيا، الحزب اليميني المتطرف الذي تأسس قبل ثماني سنوات فقط على أساس القومية والتشكيك في أوروبا، ثم تطور لدعم السياسات المعادية للهجرة.
إذ لم تكن أليس فايدل وتشروبالا الخيارين المفضَّلين لزعيم الحزب يورغ ميوثن، عضو البرلمان الأوروبي، الذي كان يدعم مرشحين أكثر اعتدالاً لقيادة الحملة. لكن خطته فشلت فشلاً ذريعاً.
في مؤتمر صحفي بعد الإعلان عن ترشحهما، تحدثت أليس وتشروبالا بنبرة هادئة، ووصفا ترشحهما بأنه نجاح كبير، وقالا إنهما يعتقدان أن "البديل من أجل ألمانيا" يعود الآن إلى مساره الصحيح بعد شهور من صراع السلطة.
كما أوضح الاثنان أن تركيزهما الرئيسي الآن ينصبُّ على محاربة تدابير فيروس كورونا التي تفرضها الحكومة الفيدرالية.
"الإغلاق زائد على الحد"
هذا هو الوصف الذي اعتمدته أليس، وهي خبيرة اقتصادية، والتي حذَّرت من التدهور الاقتصادي في ألمانيا.
المتحدثة نفسها توجهت أيضاً بانتقادات إلى حزب الخضر، الذي يتقدم حالياً في استطلاعات الرأي، متهمةً إياه بعزمه على قيادة البلاد إلى الشيوعية بسياساته المتعلقة بالمناخ والطاقة.
كما تحدث تشروبالا عن أهمية الطبقة الوسطى الألمانية، وحذَّر من تعرض الشركات الصغيرة للضغط وسط هذا الانكماش الاقتصادي. وقد انضم الشاب البالغ من العمر 46 عاماً، والذي ينتمي إلى ساكسونيا، لحزب البديل من أجل ألمانيا عام 2015، بسبب أفكاره المعادية للهجرة.
وقد تعرض لانتقادات كثيرة عام 2020 بعد اندلاع شرارة الحركة العالمية المناهضة للعنصرية بعد مقتل الأمريكي من أصول إفريقية الأعزل جورج فلويد على يد ضابط شرطة أبيض. وغرد تشروبالا عن احتجاجات حياة السود مهمة، ونبّه إلى أن هذه الاضطرابات بيّنت كيف أن المجتمعات متعددة الأعراق مصيرها الهلاك وكيف أنه يتعين على ألمانيا تفادي مصير مماثل.
يُذكر أنه ليس لدى حزب البديل من أجل ألمانيا أي فرصة للمشاركة في الحكومة الألمانية بعد الانتخابات الفيدرالية في سبتمبر/أيلول.
وحزب البديل من أجل ألمانيا يعارض بشدةٍ جميع الأحزاب الأخرى، التي بدورها موحدة ضد هذا الحزب اليميني المتطرف.