قالت صحيفة The Independent البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 26 مايو/أيار 2021، إن مهندس برمجيات صينياً كشف أن بلاده تختبر تقنيات تعتمد على أنظمة التعرف على الوجه وأنظمة كاميرات الذكاء الاصطناعي على مسلمي الإيغور في إقليم شينجيانغ؛ للكشف عن مشاعرهم.
جاء ذلك في لقاء مع برنامج Panorama الذي تذيعه شبكة BBC البريطانية، حيث قال مهندس البرمجيات الصيني -الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته؛ حرصاً على سلامته- إنه شارك في تركيب تلك الأنظمة بمراكز الشرطة في إقليم شينغيانغ.
أهمية مراقبة شينجيانغ
لطالما تحجَّجت الصين، فيما يتعلق بأهمية مراقبة الإقليم، بأن الهدف هو رصد الانفصاليين، غير أن المصادر تشير إلى أن إقليم شينغيانغ، الذي يقطنه ما لا يقل عن 12 مليون من أقلية الإيغور العرقية، ومعظمهم من المسلمين، ما ينفكُّ يشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهاداً لأقلية الإيغور.
كانت الصين أنشأت معسكرات سمَّتها "مراكز إعادة تثقيف" للإيغور في الإقليم، غير أن هذه المعسكرات انتُقدت بشدة؛ على أثر الشهادات بانتهاكات حقوق الإنسان وسوء المعاملة وجرائم الاغتصاب والتعذيب التي تجري فيها.
فضَّل مهندس البرمجيات عدم الكشف عن اسم الشركة التي كان يعمل بها؛ خوفاً على سلامته. ومع ذلك، فقد عرض صوراً لخمسة من الإيغور زعم أن الحكومة اختبرت أنظمة التعرف على المشاعر عليهم.
استخدام الإيغور كعينات اختبار
قال مهندس البرمجيات لبرنامج Panorama المذاع على شبكة BBC: "إن الحكومة الصينية تستخدم الإيغور كعيّنات اختبار لتجارب عديدة، على نحو يُشبه استخدام الفئران في المختبرات".
كما أوضح أن دوره كان يتعلق بتركيب الكاميرات في أقسام الشرطة بالإقليم، قائلاً: "وضعنا كاميرات للكشف عن المشاعر على بُعد 3 أمتار من الشخص الخاضع للاختبار. إنه مشابه لجهاز كشف الكذب ولكن تقنياته أكثر تقدماً بكثير".
أشار المهندس الصيني إلى أن ضباط الشرطة في شينغيانغ يستخدمون "كراسي التقييد" التي يُقيَّد فيها المحتجز من معصميه وكاحليه بواسطة قيود معدنية. كما تحدث عن تفاصيل تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على رصد "التغيرات الدقيقة في تعابير الوجه ومسام الجلد" وتحليلها.
ووفقاً لادعاءات المهندس الصيني، فإن البرنامج يترجم النتائج بعد ذلك إلى رسوم بيانية دائرية تتوسطها علامة حمراء تشير إلى حالة الشخص الذهنية إذا ما كانت سلبية أو قلقة.
أدلة مروعة بحق الإيغور
من جانبها، قالت صوفي ريتشاردسون، مديرة منظمة "هيومن رايتس ووتش" في الصين، بعد اطلاعها على الأدلة التي قدَّمها مهندس البرمجيات: "إنها أدلة مروعة! فالأمر هنا لا يقتصر على مجرد تحويل الناس إلى رسوم بيانية، بل إن هؤلاء الأشخاص يعيشون بالفعل في ظروف قسرية شديدة القسوة، ويخضعون لضغوط هائلة وبطبيعة الحال يعيشون في توتر دائم"، وفق وصفها.
يُذكر أن براءة الاختراع التي قدَّمتها شركة هواوي Huawei، بالشراكة مع "الأكاديمية الصينية للعلوم"، في يوليو/تموز 2018، لنظام "التعرف على الوجوه" تصف المنتَج بأنه قادر على تحديد الأشخاص على أساس عرقهم.
مع ذلك، قالت "هواوي" إنها "لا تتغاضى عن استخدام تقنياتها للتمييز أو قمع أفراد أي مجتمع"، وإنها "مستقلة عن الحكومات" استقلالاً تاماً في أي مكان تعمل فيه.