قرر الاتحاد الأوروبي، الإثنين 24 مايو/أيار 2021، إغلاق مجاله الجوي ومطاراته أمام شركات الطيران البيلاروسية، على خلفية تحويل رحلة قسراً إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا واعتقال صحفي معارض كان على متنها، في عملية لقيت انتقاداً واسعاً من العديد من القادة الأوروبييين، ووصفها نشطاء بأنها "عملية إرهابية".
فقد نشر مسؤولون أوروبيون، الإثنين، الجزء الخاص ببيلاروسيا في بيان القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل، والذي وافق عليه القادة المجتمعون.
عقوبات على بيلاروسيا
ندد القادة بقيام السلطات البيلاروسية بإرغام الطائرة المتجهة من أثينا إلى فيلنيوس، على الهبوط في مينسك بدعوى بلاغ بوجود قنبلة.
كما طالب الزعماء الأوروبيون بإطلاق سراح الصحفي المعارض رومان بروتاسيفيتش وصديقته فوراً.
البيان نفسه نص على فرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا، وإغلاق المجال الأوروبي أمام شركات الطيران العائدة لهذا البلد.
كما دعا القادة شركات الطيران الأوروبية إلى تجنب المرور من أجواء بيلاروسيا.
لماذا اعترضت مينسك الطائرة؟
حسب وكالة "رويترز" للأنباء، الأحد 23 مايو/أيار 2021، فإن القرار البيلاروسي جاء بأمر من رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، من أجل اعتراض الناشط المعارض الذي لم يتجاوز عمره 26 ربيعاً، وهو القرار الذي وصفته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بـ"غير مقبول على الإطلاق".
هذه الطائرة، المتجهة من أثينا إلى فيلنيوس، كانت على وشك دخول أجواء ليتوانيا عندما غيرت اتجاهها ورافقتها طائرة حربية إلى مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، بعد تقارير عن وجود متفجرات على متنها، حسب مُتتبع لرحلات الطيران عبر الإنترنت ووكالة أنباء بيلتا الرسمية.
اقتاد مسؤولو إنفاذ القانون في روسيا البيضاء الناشط بروتاسيفيتش من الطائرة وتم احتجازه.
وبروتاسيفيتش مدرج على قائمة المطلوبين بعد احتجاجات واسعة جرت العام الماضي، عقب الانتخابات الرئاسية التي أُعلن فوز لوكاشينكو فيها وشكا المعارضون من أنها شهدت تزويراً.
بينما ذكرت وكالة "بيلتا" أن لوكاشينكو شخصياً هو الذي أمر طائرة حربية بمرافقة طائرة الركاب وهي من طراز بوينغ إلى مينسك، وقالت إنه لم يُعثر على متفجرات على متنها.
من جهتها، قالت شركة رايان إير، إن روسيا البيضاء أبلغت طاقم الطائرة بوجود تهديد أمني محتمل على متنها، وأصدرت لهم تعليمات بتحويل مسارها إلى أقرب مطار في مينسك.
وأضافت الشركة أن الطائرة هبطت بسلام وجرى إنزال الركاب، وأجرت السلطات المحلية التفتيش الأمني.
العملية أغضبت أوروبا
الدولتان الجارتان، ليتوانيا وروسيا البيضاء، من الأعضاء السابقين في الاتحاد السوفييتي السابق، وفي حين أن ليتوانيا حالياً عضو بالاتحاد الأوروبي، ظلت روسيا البيضاء حليفاً تقليدياً لروسيا الاتحادية.
في السياق نفسه، حثت ليتوانيا، عضو الاتحاد الأوروبي، التكتل وحلف شمال الأطلسي على الرد، في حين طلبت ألمانيا توضيحاً عاجلاً، ووصف رئيس وزراء بولندا ما جرى بأنه "عمل بغيض من أعمال إرهاب الدولة".
كما دعا الرئيس الليتواني، جيتاناس ناوسيدا، إلى رد دولي، إذ صرح قائلاً: "أدعو حلفاء الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى الرد الفوري على التهديد الذي مثَّله نظام روسيا البيضاء على الطيران المدني الدولي. على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فورية؛ حتى لا يتكرر ما جرى".
من جهتها، قالت أستا سكاي جيريت، مستشارة الرئاسة الليتوانية، إنه يبدو أن عملية إجبار الطائرة، التي كان على متنها نحو 170 شخصاً من 12 دولة، على الهبوط أمر مخطط لها سلفاً.
وأضافت أن أجهزة مخابرات روسيا البيضاء كانت تعرف مَن على متن الطائرة التي أُرغمت على الهبوط بمساعدة طائرة مقاتلة طراز ميغ-29. وأوضحت أن بروتاسيفيتش كان يعيش في فيلنيوس منذ نوفمبر/تشرين الثاني.