أعلنت إسرائيل، مساء الإثنين 24 مايو/أيار 2021، أنها ستسمح اعتباراً من الثلاثاء، بإدخال وقود وغذاء إلى غزة، عبر معبر كرم أبو سالم، إضافة إلى إعادة فتح منطقة الصيد البحري قبالة القطاع إلى 6 أميال.
حيث قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان: "تقرر السماح، اعتباراً من الثلاثاء، بإدخال مستلزمات إنسانية: معدات طبية، وأغذية، وأدوية ووقود للقطاع الخاص في غزة عن طريق معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)".
كما قررت وفق البيان، السماح بدخول موظفي المنظمات الدولية والصحفيين الأجانب إلى غزة عن طريق معبر بيت حانون (إيريز)، مؤكدةً أنه اعتباراً من صباح الثلاثاء، ستتم إعادة فتح مسافة الصيد بشكل مقلص، لستة أميال بحرية فقط (أحياناً كانت تسمح بـ10 أميال قبالة غزة على البحر المتوسط).
كانت إسرائيل قد أغلقت المعبرين ومنطقة الصيد بالتزامن مع العدوان العسكري الأخير على قطاع غزة المُحاصر، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة.
من جانبه، أكد نقيب الصيادين في غزة، نزار عياش، أن الاحتلال أبلغهم (عبر جهاز "الارتباط" التابع للسلطة الفلسطينية) بأنه تقرر إعادة فتح المجال البحري أمام الصيادين، لمسافة 6 أميال بحرية، اعتباراً من الساعة السادسة بالتوقيت المحلي الثلاثاء (04:00 بتوقيت غرينتش).
في حين ذكرت الوزارة الإسرائيلية أن هذه الخطوات مشروطة باستمرار الحفاظ على الهدوء والاستقرار الأمني في غزة.
يشار إلى أن إغلاق معبر كرم أبو سالم (المعبر التجاري الوحيد للقطاع) يفاقم الأزمة المعيشية والصحية في قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل منذ 14 عاماً، منذ أن فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية، عام 2006.
إسرائيل فشلت في تحقيق هدفها بغزة
في غضون ذلك، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، إن "إسرائيل فشلت في تحقيق هدفها بغزة، وليس كما تدَّعي"، مؤكداً أنها ستواصل العمل على إضعاف قدرات حركة حماس والسيطرة عليها، على حد قوله.
فيما أعرب المسؤول الأمريكي، الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الأناضول، الإثنين، عن ارتياحهم لتوقف الاشتباكات والتزام الأطراف بوقف إطلاق النار، منوهاً إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيجري زيارة للشرق الأوسط، بهدف مناقشة قضايا مثل جعل وقف إطلاق النار دائماً، ومساعدة غزة مع الحلفاء الإقليميين.
كذلك، شكر المسؤول الأمريكي كلاً من الأردن وقطر على مساهمتهما في وقف إطلاق النار بين قطاع غزة وإسرائيل، مضيفاً: "نثمن جهود مصر ودورها الحاسم الذي لعبته في وقف العنف".
يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يزور القدس ورام الله والقاهرة وعمّان هذا الأسبوع.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 281 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.