استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد 23 مايو/أيار 2021 اثنين من أشهر نجوم يوتيوب في فرنسا، في لقاء استمر لنحو نصف ساعة، وامتلأ بالمزاح والحكايات الطويلة ومحاكاة فرقة موسيقى الميتال الفرنسية Ultra Vomit للنشيد الوطني الفرنسي، ليشكِّل أجرأ جهود ماكرون حتى الآن لاستمالة الناخبين الشباب إليه، وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية.
فيديو وثق اللقاء وانتشر على موقع يوتيوب بشكل كبير، إذ حصد أكثر من 4 ملايين مشاهدة في 8 ساعات فقط، وروى ماكرون باستمتاعٍ كبير ووجه جاد، حادثة طريفة حدثت مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قائلاً إن الأخير اتصل به عندما كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لتهنئته بعيد ميلاده، لكنه أخطأ في اليوم.
إلا أن الحكاية التي قصَّها ماكرون حول اتصال ترامب به عبر خط آمن في عام 2018 لتهنئته بعيد ميلاده، لكنه أخطأ في اليوم، تبين أنها كذبة لم تحدث، وكشفها كارليتو على نحو صحيح. ومع ذلك، كانت رؤية ماكرون وهو يروي قصة كاذبة براحة تامة، حتى وإن كانت على سبيل الدعابة، أمراً صادماً.
وربما يمكن للمتابعين -بعد هذا الفيديو- أن يصفوا ماكرون المتأنق هذا بأنه شخص لديه القدرة على رواية الكذب الأبيض بإقناع لمستمعيه.
وقال ماكرون كذباً وهو ينظر مباشرة إلى أعين المتابعين عبر بث القناة: "يوم ميلادي هو الحادي والعشرين من ديسمبر/كانون الأول، لكن الاتصال كان في 19 ديسمبر/كانون الأول"، وأضاف أنه تظاهر للرئيس الأمريكي بأن كل شيء على ما يرام، ولم يستطع أن يقول له إن عيد ميلاده "بعد يومين".
لم يقل ماكرون، الذي يبلغ من العمر 43 عاماً، حتى الآن ما إذا كان سيترشح من أجل إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
لكن إحدى النقاط التي استخلصت من مشاركته المرحة في تحدي "مسابقة الحكاية" مع نجمي قناة اليوتيوب الشابين "ماكفلاي" و"كارليتو" أنه تحت البذلة وربطة العنق والملامح الرسمية لمنصبه، يظل أصغر رئيس في تاريخ فرنسا مجازفاً سياسياً يتبع نوازع الإثارة ويرى رأس ماله الانتخابي في زعزعة المؤسسة الفرنسية وأعرافها العتيقة.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يجذب عدداً أكبر من المشاهدين بفضل استدعائه للاعب الفرنسي الشهير كيليان مبابي على هاتفه المحمول خلال العرض، إذ يحظى مبابي بشعبية كبيرة في فرنسا.
ادعى ماكرون أن مبابي سيترك ناديه "باريس سان جيرمان" قريباً وينتقل إلى خصمه اللدود "مرسيليا" وهو الفريق المفضل للرئيس الفرنسي، لكن هذه القصة أيضاً تبين أنها كاذبة، فقد أنكر مبابي ذلك، وقال: "من المستحيل أن أذهب إلى نادي مرسيليا".
وبحسب قواعد المسابقة، يُمنح المتسابق نقطة عن كل حكاية يكشف صدقها أم كذبها على نحو صحيح، وقد انتهى الأمر بالتعادل بين ماكرون من جهة وثنائي قناة اليوتيوب من الجهة الأخرى بأربع نقاط لكل منهما.
وهذا يعني أنه يتعين على الطرفين الآن استكمال التحدي الذي أعلنوا التزامهم به في أول الحلقة.
كما تعهَّد ماكرون بأنه إذا خسر في المسابقة، فسيضع صورة لنجمي قناة اليوتيوب على المكتب بجانبه في أثناء خطاب مستقبلي متلفز للشعب الفرنسي، ومع ذلك يظل ذلك ثمناً زهيداً لدفعه إذا كانت حيلة من هذا النوع ستجذب الناخبين الشباب لانتخابه.