بدأ شبان وفتيات قطاع غزة، الأحد 23 مايو/أيار 2021، في نفض غبار العدوان الإسرائيلي الذي استمر لمدة 11 يوماً، واستهدف أكثر من 3500 بناية في القطاع، إذ يشارك نحو ألف شاب وفتاة، في مبادرة نظمتها "بلدية غزة" تحت عنوان "ح نعمرها"، ضمن جهودها لتنظيف شوارع المدينة من آثار العدوان الإسرائيلي الذي تسبب بأضرار كبير في الأرواح والبنية التحتية.
إذ انتشر الشبان والفتيات، في المناطق التي دمرتها إسرائيل، حاملين "المكانس"، وقاموا بتنظيف الأرضيات من الغبار وبقايا الركام، كما لوحظ مشاركة بعض الأطفال في عمليات التنظيف، وردد المتطوعون عبارة "ح نعمرها"، أمام كاميرات وسائل الإعلام.
حتى تعود الحيوية
يحيى السراج، رئيس بلدية غزة، قال في بيان، إن هذه الحملة "تأتي بهدف تنظيف شوارع المدينة من آثار العدوان بمشاركة مجتمعية واسعة، وللتأكيد على أن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال بسواعد أبنائه وبمشاركة مؤسسات مختلفة من المجتمع المحلي".
كما أضاف: "انطلاق الحملة اليوم، هو نقطة بداية لإزالة آثار ما خلَّفه العدوان والبدء في إعادة الحياة للمدينة ومرافقها الحيوية بمشاركة كافة فئات المجتمع".
المتحدث نفسه، لفت إلى أن "الحملة تستمر أسبوعاً كاملاً، بهدف تنظيف المدينة وشوارعها بشكل أولي وإعادة الحيوية والنشاط للمدينة وإزالة مخلفات العدوان من الأرصفة والطرقات وتسهيل الحركة في المدينة".
"عامرة بأهلها"
على مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد عدد كبير من الناشطين على "تويتر" مشاركة صور وفيديوهات توثق للحملة وأنشطة الشباب في تنظيف الشوارع، بالإضافة إلى دعوات المشاركة الواسعة فيها.
كما أشاد النشطاء من غزة وفلسطين وخارجهما بهذه المبادرة، مشددين على أن عنوان الاحتلال وإن خرب البيوت، فإنه لن يمنع الفلسطينيين من الحياة، ولن يحرمهم من الابتسامة.
وقد علقت ناشطة على تويتر على الفيديو مغردة: "عامرها بأهلها".
وأعاد آخر نشر الصورة الشهيرة للسيدة التي تطبخ في مطبخها الذي دمره الاحتلال، وعلق عليه باستعمال هاشتاغ "هنعمرها"، قائلاً: "#هنعمرها يما، ونعملك مطبخ أحلى من اللي قبل".
يذكر أنه فجر 21 مايو/أيار الجاري، جرى تنفيذ لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد هجوم شنته الأخيرة على القطاع استمر 11 يوماً.
وأسفر العدوان الإسرائيلي الوحشي، عن 279 شهيداً، بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".