أرغمت بيلاروسيا، الأحد 23 مايو/أيار 2021، طائرة تابعة لشركة "رايان إير"، كانت في طريقها من اليونان إلى ليتوانيا، بالهبوط في عاصمتها "مينسك"، من أجل اعتقال ناشط معارض يدعى رومان بروتاسيفيتش (26 عاماً) كان على متنها، مما فجر موجة من الإدانات الدولية، خاصة من الاتحاد الأوروبي.
حسب وكالة "رويترز" للأنباء، فإن القرار البيلاروسي جاء بأمر من رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، وهو القرار الذي وصفته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بـ"غير مقبول على الإطلاق".
باستعمال طائرة حربية
هذه الطائرة، المتجهة من أثينا إلى فيلنيوس، كانت على وشك دخول أجواء ليتوانيا عندما غيرت اتجاهها ورافقتها طائرة حربية إلى مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، بعد تقارير عن وجود متفجرات على متنها، حسب متتبع لرحلات الطيران عبر الإنترنت ووكالة أنباء بيلتا الرسمية.
اقتاد مسؤولو إنفاذ القانون في روسيا البيضاء الناشط بروتاسيفيتش من الطائرة وتم احتجازه.
وبروتاسيفيتش مدرج على قائمة المطلوبين بعد احتجاجات واسعة جرت العام الماضي عقب الانتخابات الرئاسية التي أُعلن فوز لوكاشينكو فيها وشكا المعارضون من أنها شهدت تزويراً.
بينما ذكرت وكالة "بيلتا" أن لوكاشينكو شخصياً هو الذي أمر طائرة حربية بمرافقة طائرة الركاب وهي من طراز بوينغ إلى مينسك، وقالت إنه لم يُعثر على متفجرات على متنها.
من جهتها، قالت شركة رايان إير إن روسيا البيضاء أبلغت طاقم الطائرة بوجود تهديد أمني محتمل على متنها وأصدرت لهم تعليمات بتحويل مسارها إلى أقرب مطار في مينسك.
وأضافت الشركة أن الطائرة هبطت بسلام وجرى إنزال الركاب وأجرت السلطات المحلية التفتيش الأمني.
العملية أغضبت ليتوانيا وأوروبا
الدولتان الجارتان، ليتوانيا وروسيا البيضاء، من الأعضاء السابقين في الاتحاد السوفييتي السابق، في حين أن ليتوانيا حالياً عضو في الاتحاد الأوروبي فإن روسيا البيضاء ظلت حليفاً تقليدياً لروسيا الاتحادية.
في السياق نفسه، حثت ليتوانيا، عضو الاتحاد الأوروبي، التكتل وحلف شمال الأطلسي على الرد، في حين طلبت ألمانيا توضيحاً عاجلاً، ووصف رئيس وزراء بولندا ما جرى بأنه "عمل بغيض من أعمال إرهاب الدولة".
كما دعا الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا إلى رد دولي، إذ صرح قائلاً: "أدعو حلفاء الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى الرد الفوري على التهديد الذي مثله نظام روسيا البيضاء على الطيران المدني الدولي. على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فورية حتى لا يتكرر ما جرى".
من جهتها، قالت أستا سكاي جيريت، مستشارة الرئاسة الليتوانية، إنه يبدو أن عملية إجبار الطائرة، التي كان على متنها نحو 170 شخصاً من 12 دولة، على الهبوط أمر مخطط لها سلفاً.
وأضافت أن أجهزة مخابرات روسيا البيضاء كانت تعرف من على متن الطائرة التي أُرغمت على الهبوط بمساعدة طائرة مقاتلة طراز ميج-29. وأوضحت أن بروتاسيفيتش كان يعيش في فيلنيوس منذ نوفمبر/تشرين الثاني.