شنّ السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، السبت 22 مايو/أيار 2021، هجوماً على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قائلاً: "إننا لم نر حاجة لبيان منه لا يدعم شعبنا".
جاء ذلك رغم دعوة مجلس الأمن، السبت، إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الفلسطينيين وإسرائيل.
حيث قال منصور: "إننا لم نر حاجة لبيان من مجلس الأمن بعد وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، لا يدعم أهلنا في الأقصى والحرم الشريف والشيخ جراح والقدس وبقية الأرض المحتلة".
فيما استدرك المسؤول الفلسطيني: "لكن أصدقاء كثراً في المجلس أرادوا أي شيء، ولكنا أصررنا على ألا يكون هناك أي شيء مؤذٍ لقضيتنا وقواها"، وذلك بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
أول بيان يصدره مجلس الأمن
في وقت سابق من السبت، دعا مجلس الأمن بالإجماع، الفلسطينيين وإسرائيل إلى "التقيد التام بوقف إطلاق النار"، مشدداً على الحاجة الفورية لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين الفلسطينيين، لا سيما في غزة.
كما نعى المجلس، في أول بيان يصدره بشأن العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، "الخسائر في أرواح المدنيين".
يشار إلى أن صدور بيانات مجلس الأمن يتطلب موافقة من جميع أعضائه البالغ عددهم 15 دولة.
خلال فترة العدوان فشل مجلس الأمن الدولي على مدار 4 جلسات، في إصدار بيان حول القصف الإسرائيلي لغزة، بسبب اعتراض الولايات المتحدة التي كانت تزعم أن ذلك لن يكون مفيداً.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 279 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 12 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.