تعرضت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، لانتقادات شرسة من صحافيين وأكاديميين، بعد طردها إميلي وايلدر، وهي منتسبة جديدة للوكالة حديثة التخرج، بسبب نشاطها المؤيد للفلسطينيين خلال الجامعة.
موقع Middle East Eye البريطاني، قال الجمعة 21 مايو/أيار 2021، إن وايلدر يهودية أمريكية تخرجت في جامعة ستانفورد العام الماضي، وبدأت عملها في وكالة "أسوشيتد برس" يوم 3 مايو/أيار 2021، وبعد 16 يوماً فقط، طُرِدَت من عملها.
أُخبِرَت وايلدر أنَّ فصلها الذي أُعلِن عنه في مذكرة تم تداولها على شبكة الإنترنت على نطاق واسع، كان بسبب انتهاك السياسة الخاصة باستخدام الشبكات الاجتماعية، وأشارت الوكالة في تصريح للموقع البريطاني، إلى أن الانتهاكات حدثت "خلال فترة عملها في أسوشيتد برس".
لكن الوكالة لم تُوضِّح المنشورات المعنية التي ربما تكون قد انتهكت السياسة، بل اكتفت بالقول إنها "أظهرت تحيزاً واضحاً"، إلا أن الصحفية وايلدر قالت إنها متأكدة من أنَّ الآراء التي تشاركها حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هي التي أدت إلى إقالتها.
في حديثها لاحقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، أعربت الصحفية عن استغرابها من عدم معرفة المبادئ الإعلامية التي اخترقتها، وهي لا تعلم ما هي المبادئ التي تذرعت بها وكالة الأنباء في قرار الفصل.
أكدت وايلدر أيضاً أنها لا تنكر على الإطلاق أنها يهودية، وأنها ناشطة، وتبين أنها كانت تنتمي أيام دراستها الجامعية في ستانفورد، للتجمعات من قبيل "نادي طلاب من أجل العدل في إسرائيل" ونادي "صوت اليهود من أجل السلام".
مهاجمة وايلدر
كانت وايلدر قد انتقدت في تغريدة يوم الأحد 16 مايو/أيار 2021، اللغة المستخدمة في وسائل الإعلام الرئيسية عند تغطية المسائل المتعلقة بفلسطين وإسرائيل.
وكتبت وايلدر: "تبدو (الموضوعية) متغيرة عندما تكون المصطلحات الأساسية التي نستخدمها لنقل الأخبار تؤسس ضمنياً لادعاءات. إنَّ استخدام كلمة إسرائيل وليس فلسطين، أو الحرب وليس الحصار والاحتلال هي خيارات سياسية؛ ومع ذلك فإنَّ وسائل الإعلام تتخذ هذه الخيارات الدقيقة طوال الوقت دون وصفها بأنها منحازة".
لكن بعد يوم من نشر وايلدر تلك التغريدة، بدأت مجموعة تُدعَى "جمهوريو جامعة ستانفورد" في مشاركة صور لمنشورات أخرى انتقدت فيها وايلدر، الطالبة الجامعية آنذاك، الاحتلال الإسرائيلي والسياسات ذات الصلة، بالإضافة إلى صورة لها أثناء مشاركتها في احتجاج مؤيد لفلسطين في مدينة نيويورك.
واتهمت المجموعة وايلدر بأنها "زعيمة" الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، والصوت اليهودي من أجل السلام، وطلاب من أجل العدالة في فلسطين، وهي جماعة زعموا دون دليل أنها على صلة بحماس.
زاد الهجوم على وايلدر من قبل مواقع إخبارية ذات ميول يمينية، مثل Fox News وThe Washington Free Beacon وThe Federalist.
في بعض المقالات حاولت المواقع الربط بين توظيف وايلدر، والغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على مبنى شاهق يستضيف مكتب وكالة أسوشيتد برس في غزة، بالإضافة إلى العديد من المكاتب الإعلامية الأخرى.
من جانبها، انتقدت ليز جاكسون، المحامية البارزة في منظمة Palestine Legal، إقالة وايلدر، ووصفتها بأنها "رقابة" مع تحيز مناهض للفلسطينيين.