تملك القوات الجوية الأمريكية سلاحاً بسيطاً لكن قوته تضاهي الأسلحة النووية المحرمة دولياً، وهو الأمر الذي لا ينطبق على هذا السلاح الأمريكي الفتاك، الذي هو عبارة عن قضيب من "التنجستين" يمكن أن يضرب مدينةً بقوةٍ تفجيرية لصاروخ باليستي عابر للقارات.
موقع Insider الأمريكي أشار في تقارير سابقة إلى أنه خلال حرب فيتنام، استخدمت القوات الجوية الأمريكية ما أسمته قنابل "Lazy Dog – الكلب الكسول". كانت هذه القنابل مجرد قطع فولاذية صلبة، طولها أقل من 2 بوصة، ومُزوَّدة بأجنحةٍ صغيرة.
كما أوضح أنه لم تكن هناك متفجِّرات، إذ كانت هذه القنابل تُسقَط فقط من مئات الطائرات التي حلَّقَت فوق فيتنام، لكن دون انفجارٍ لدى سقوطها.
سلاح "أوتادٌ من الله" الفتاك
قد تصل مقذوفات "الكلب الكسول" (المعروفة أيضاً باسم "القصف الحركي") إلى سرعاتٍ تصل إلى 500 ميل في الساعة عندما تسقط على الأرض، وبإمكانها اختراق 9 بوصات من الخرسانة عند سقوطها من مسافة 3 آلاف قدم.
تشبه الفكرة إطلاق الرصاص على هدف، باستثناء أنه بدلاً من انخفاض السرعة أثناء تحرُّكها، فإن المقذوفة تكتسب السرعة والطاقة لدى تحرُّكها وحتى الاصطدام. كانت طائرات القوات الجوية الأمريكية تُطلِق هذه القذائف على مساحةٍ كبيرةٍ من الغابات، وتُمطِرها بسرعاتٍ عالية.
هكذا ظهر "مشروع ثور"؛ فبدلاً من مئات المقذوفات الصغيرة من ارتفاع بضعة آلاف من الأقدام، استخدم المشروع مقذوفاً كبيراً من على ارتفاع بضعة آلاف من الأميال فوق الأرض.
كانت فكرة "أوتادٌ من الله" عبارة عن حزمة من قضبان التنجستين بحجم أعمدة أسلاك الهاتف (طولها 20 قدماً وقطرها قدم واحدة)، وتُسقَط من المدار، لتصل سرعتها إلى 10 أضعاف سرعة الصوت.
القضيب نفسه بإمكانه اختراق مسافة مئات الأقدام من سطح الأرض، ويدمِّر أيَّ مخابئ مُحصَّنة أو مواقع سرية تحت الأرض. والأكثر من ذلك هو أنه إذا اصطدم القضيب بالأرض، سيكون الانفجار مساوياً لحجم سلاح نووي يخترق الأرض، لكن بدون تداعيات.
بحسب الموقع الأمريكي فإن مثل هذا السلاح بإمكانه أن يدمِّر هدفاً بعد 15 دقيقة من إطلاقه.
تكلفة باهظة للسلاح الأمريكي
حدَّدَ أحد مستخدمي منصة Quora، ادَّعى أنه يعمل في صناعة الطيران الدفاعي، تكلفةً لا تقل عن 10 آلاف دولار لإطلاق أيِّ شيءٍ يزن رطلاً واحداً في الفضاء. ومع وجود 20 قدماً مكعَّبة من التنجستين الكثيف، ليزن ما يزيد قليلاً عن 24 ألف رطل، يصبح حساب الأمر سهلاً. مجرد قضيب واحد سيكون باهظ التكلفة.
كانت تكلفة 230 مليون دولار للقضيب الواحد لا يمكن تصوُّرها خلال الحرب الباردة، لكنها ليست تكلفةً كبيرةً في هذه الأيام.
فكَّرَت إدارة بوش في إعادة النظر في فكرة ضرب المواقع النووية تحت الأرض في الدول المارقة، في السنوات التي أعقبت 11 سبتمبر/أيلول. ومن المثير للاهتمام أن تكلفة صاروخ واحد من طراز إل جي إم 30 مينتمان كانت 7 ملايين دولار في عام 1962، حين قُدِّمَ الصاروخ لأول مرة.
لكن تكمن مشكلة الحمولة النووية أنها غير مُصمَّمة للتغلغل بعمقٍ في السطح، وقد تكون لها تداعياتٌ مدمِّرة على المناطق المحيطة، والتي يُحتَمَل أن تكون مناطق صديقة.
يتمثِّل أحد الأمور الأساسية التي يجب وضعها في الاعتبار فيما يخص أسلحةٍ مثل "مشروع ثور" في أن الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت تمثِّل ضربة كبيرة، وقد تشكِّل مستقبل الحروب العالمية.