شهدت مدن وعواصم عربية وأوروبية مختلفة، السبت 22 مايو/أيار 2021، تظاهرات ومسيرات احتجاجية تنديداً بالهجمات الإسرائيلية التي تستهدف قطاع غزة، وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
"إسرائيل إرهابية"
حيث تظاهر الآلاف في لندن، ومدن بريطانية أخرى، دعماً للفلسطينيين واحتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، داعين إلى فرض عقوبات على تل أبيب.
فيما لفَّ بعض المتظاهرين أجسادهم بالأعلام الفلسطينية، وحملوا مشاعل ينطلق منها دخان باللونين الأخضر والأحمر. وحمل آخرون لافتات كُتب عليها "الحرية لفلسطين" و"كفوا عن قصف غزة" و"افرضوا عقوبات على إسرائيل"، أثناء توجه مسيرتهم إلى حديقة "هايد بارك".
المتظاهرون، الذين تجمعوا في عطلة نهاية الأسبوع الثانية على التوالي، طالبوا بحل "عاجل" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفرض عقوبات على تل أبيب، مرددين هتافات منها "إسرائيل دولة إرهابية".
كما شارك في تلك المظاهرات كل من "الاتحاد الوطني للتعليم" (اتحاد نقابة عمال لمعلمي المدارس والكادر التعليمي في المملكة المتحدة)، و"حملة التضامن مع فلسطين" في بريطانيا (أكبر منظمة بالمملكة المتحدة تعنى بضمان حقوق الإنسان للفلسطينيين)، إضافة إلى "ائتلاف أوقِفوا الحرب" البريطاني (مجموعة تأسست عام 2001، تضم حملات مناهضة للحرب في أفغانستان والعراق).
مسيرة تضامن بأحد مخيمات عمّان
إضافة إلى ذلك، شارك العشرات من أبناء مخيم "الحسين" الخاص باللاجئين الفلسطينيين في العاصمة الأردنية عمّان، السبت، في مسيرة تضامن مع القدس، وإشادة بالمقاومة في قطاع غزة.
هذه المسيرة جابت شوارع المخيم، مرددةً هتافات منها: "لا شرقية ولا غربية فلسطينية عربية"، و"تحياتنا بحرارة لغزتنا الجبارة"، و"فلسطين فلسطين نموت وتحيا فلسطين"، و"اضرب كفك اقدح نار يا فلسطيني يا مغوار".
وتقدم المشاركين لافتة كبيرة كُتب عليها "فلسطين عربية من النهر إلى البحر"، وأخرى "حق العودة حق مقدس"، إضافة إلى رفع الأعلام الفلسطينية.
يُذكر أن مخيم الحسين هو أحد المخيمات العشرة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين في الأردن، أقيم عام 1952 بالعاصمة عمّان، وعدد سكانه 29 ألفاً.
يشار إلى أن الأردن يشهد منذ بدء العدوان الأخير على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، مسيرات ووقفات يومية في مختلف محافظات المملكة، دعماً وتأييداً للمقاومة، ومطالبة بموقف حقيقي إزاء ما تتعرض له الأراضي المحتلة.
احتجاجات بهولندا
إلى ذلك، احتشد متظاهرون في ساحة "دام" وسط أمستردام؛ للتنديد بالهجمات الإسرائيلية، حيث تجمع مئات الأشخاص للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة "إرهاب" و"إجرام" إسرائيل بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
فيما انتقد المتظاهرون موقف الإعلام الهولندي الموالي لإسرائيل، ورفعوا لافتات كُتب عليها "أوقِفوا الأنباء الكاذبة"، وهتفوا "الحرية لفلسطين"، و"أوقِفوا الاحتلال الإسرائيلي"، و"إسرائيل دولة إرهابية".
وشارك في المظاهرة عضو مجلس بلدية أمستردام عن "حزب دينك"، نعمان يلماز، إضافة إلى عدد من ممثلي المنظمات غير الحكومية في هولندا.
يلماز قال في كلمة له: "معظم الأحزاب السياسية بهولندا تدعم إسرائيل وتؤيد قتل المدنيين في فلسطين"، مشدّداً على أن "قتل الأطفال ليس دفاعاً عن النفس".
المئات يتظاهرون في اليمن
في هذا السياق، تظاهر المئات من اليمنيين في مدينة تعز، جنوبي البلاد، تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية، مشيرين إلى أن "ما حققته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة انتصار تاريخي".
إذ احتشد المئات من المتظاهرين بشارع "جمال"، وسط تعز، استجابة لدعوة أطلقتها السلطة المحلية في المدينة؛ للتنديد باعتداءات جيش الاحتلال، رافعين لافتات كُتب عليها شعارات، منها: "ستظل القدس العاصمة الأبدية للفلسطينيين وموطن كل الأحرار الشرفاء"، و"لن يضيع حق وراءه شعب مقاوم".
وقال بيان صادر عن اللجنة المنظمة للمسيرة، إن نصر المقاومة الفلسطينية "يؤسس لمرحلة جديدة من قوة الحق الفلسطيني والانطلاق نحو تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي".
من جانبه، اعتبر المدير العام لمكتب وزارة الثقافة في محافظة تعز، عبدالخالق سيف، أن قضية فلسطين هي "القضية المركزية للأمة العربية"، مشيراً إلى أن "محافظة تعز احتشدت للتضامن مع فلسطين ومشاركة شعبها فرحته بالنصر العظيم على الاحتلال".
كذلك، تظاهر مئات من البوسنيين في العاصمة سراييفو دعماً لصمود الشعب الفلسطيني، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي.
سلسلة بشرية في تونس
كما انتظمت بمحافظة صفاقس جنوبي تونس، السبت، سلسلة بشرية؛ تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
حيث شكّل آلاف المشاركين سلسلة بشرية ضخمة أحاطت بسور مدينة صفاقس العتيقة، من جهاته الأربع، حاملين العلمين التونسي والفلسطيني، ومرددين هتافات، على غرار: "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"الشعب يريد تجريم التطبيع".
حشود المتظاهرين جاءت من معظم مناطق المحافظة بدعوة من جمعية الخطابة والعلوم الشرعية (غير حكومية)، وبالتعاون مع عدد من مكونات المجتمع المدني.
بدوره، قال لطفي الزواري، رئيس جمعية الخطابة والعلوم الشرعية بصفاقس: "أردنا من خلال هذه السلسلة البشرية أن نعبر عن فرحنا وابتهاجنا بانتصار إخواننا الفلسطينيين على العدو الصهيوني"، مضيفاً: "نحن نطالب بإلحاح، بسنّ قانون تجريم التطبيع وهو مطلب جماهيري تونسي، ولو جبت العالَمين العربي والإسلامي شرقاً وغرباً لوجدت هذا المطلب يتكرر على لسان الجميع".
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 279 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 12 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.