فشلوا في إيقاف صواريخ المقاومة فانتقموا بالقصف! طيار إسرائيلي: دمرنا أبراج غزة للتنفيس عن إحباطنا

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/22 الساعة 08:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/22 الساعة 08:43 بتوقيت غرينتش
برج الشروق الذي دمّرته إسرائيل في قطاع غزة - رويترز

كشف طيار حربي إسرائيلي، السبت 22 مايو/أيار 2021، أن تدمير الأبراج السكنية خلال العدوان على قطاع غزة كان طريقاً للتنفيس عن إحباط الجيش، بعد فشله في وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على المدن المُحتلة، والذي شكّل ضغطاً على جيش الاحتلال وحكومته. 

جاء ذلك في حوار أجرته القناة (12) الإسرائيلية الخاصة، مع عدد من الطيارين الذين شاركوا في نسف 9 أبراج سكنية في غزة، بما فيها برج الجلاء الذي كان يضم مكاتب إعلامية.

القناة اكتفت بذكر "د" للإشارة إلى اسم الطيار الذي يتقلد رتبة رائد، وقال إنه "لا يقلل من شدة الهجمات التي نفذها هو وأصدقاؤه"، مضيفاً: "ألقينا عليهم أطناناً من الذخيرة والنيران بشكل لا يشك فيه أحد".

لكن الطيار "د" تحدث عن مشاعر يشاركه فيها زملاؤه، قائلاً: "كنت أخرج لشن غارة مع إحساس أن إسقاط الأبراج أصبح طريقنا للتنفيس عن الإحباط مما يحدث لنا ومن نجاح الفصائل في غزة في الاستمرار بركلنا".

كذلك أقر الطيار بأن قوات الاحتلال لم تنجح في إيقاف إطلاق الصواريخ، ولم تنجح في المساس بقادة فصائل المقاومة، "ولذلك كنا نسقط الأبراج"، وفق تعبيره. 

إسرائيل دمّرت عدداً من أبراج غزة خلال الحرب الأخيرة – رويترز

الطيران الحربي الإسرائيلي كان قد أسقط خلال العدوان الأخير على غزة 9 أبراج، بدعوى أنها كانت تستخدم كـ "بنى تحتية عسكرية"، من بينها برج الجلاء الذي يضم مقرَّي "شبكة الجزيرة" ووكالة "أسوشيتد برس" في غزة، ولم تقدم إسرائيل أدلة على مزاعمها. 

في هذا السياق، قرر جواد مهدي، مالك برج "الجلاء"، الذي كان يستضيف مؤسسات إعلامية دولية في غزة قبل أن تدمّره ضربة جوية إسرائيلية، رفع شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية.

كانت الفصائل الفلسطينية قد أطلقت نحو 4 آلاف صاروخ تجاه المستوطنات الواقعة جنوبي إسرائيل، وكذلك على عدد من المُدن المُحتلة في وسط البلاد، بحسب بيان سابق للجيش الإسرائيلي، وأدى القصف إلى مقتل 12 إسرائيلياً وإصابة المئات.

برج الشروق أحد أبراج غزة الذي دمّرته إسرائيل – الجزيرة

وشنت الصحافة والمراسلون والمحللون الإسرائيليون هجوماً حاداً على أداء الحكومة والجيش الإسرائيلي في حرب غزة، بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار الذي بدأ في الساعة الثانية فجر يوم الجمعة، 21 مايو/أيار 2021، بعد 11 يوماً من القتال.

اعتبر هؤلاء أن المبادرة الإسرائيلية بوقف إطلاق النار من جانب واحد هي إقرار بالهزيمة أمام فصائل المقاومة، التي سجلت في هذه الحرب أداء سياسياً وعسكرياً لافتاً، مقابل تراجع الحكومة الإسرائيلية.

جاء هذا نتيجة لعجز الحكومة الإسرائيلية في رأيهم عن تحقيق إنجاز عملياتي خلال هذه الحرب، والمتمثل في الوصول إلى قادة الجهاز العسكري لحركة "حماس"، الذين وضعتهم إسرائيل على قائمة الاغتيال، وأبرزهم محمد الضيف، قائد هيئة أركان "كتائب القسام"، أو نائبه مروان عيسى، أو يحيى السنوار زعيم الحركة.

كذلك انتقدوا ضرب البنى التحتية لصواريخ حماس التي لم تتأثر نظراً لاستمرار إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية حتى الدقائق الأخيرة من سريان قرار وقف إطلاق النار.

الانتقاد الأبرز كان من قائد أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت لسياسة الحكومة في التحضير الجيد للمعركة، وقال في مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي إن "عملية الجرف الصامد في 2014، منحت إسرائيل 4 سنوات من الهدوء، وكانت هناك دعوة من المصريين لترتيبات خاصة تتطلب 6 معايير، ولكن تم تنفيذ معيار واحد"، متسائلاً عن استراتيجية إسرائيل في قطاع غزة بعد العملية، وماذا ستكون على الساحة العالمية.

يُذكر أن العدوان الإسرائيلي الأخير أسفر عن 279 شهيداً، بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".

تحميل المزيد