ذكرت وكالة Bloomberg الأمريكية، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، أن الصين تقوم حالياً بتطعيم نحو 14 مليون شخص يومياً، في وتيرةٍ هي الأسرع حول العالم، وذلك في الوقت الذي تسابق فيه بكين الزمن من أجل تأمين الأفضلية في مواجهة كورونا أمام الدول الغربية الكبرى التي أعادت فتح اقتصاداتها، بينما تأتي هذه الزيادة في سرعة التطعيمات في ظل الارتفاع الكبير في أعداد الحالات بمقاطعات آنهوي ولياونينغ.
وفق التقرير نفسه، فقد أظهرت مقاطع الفيديو على الشبكات الاجتماعية السكان وهم يسارعون للحصول على اللقاح، مع طوابير طويلة في مواقع التطعيم رغم هطول الأمطار بغزارة، في الوقت الذي تمكّنت فيه منطقة "خفي"، عاصمة آنهوي، من إعطاء 360 ألف جرعة لقاح يوم الجمعة 14 مايو/أيار، وهو أكبر عدد تطعيمات في يومٍ واحد للمدينة التي يسكنها نحو 10 ملايين شخص، بحسب ما نقلته وكالة Xinhua News الصينية.
الصين تتقدم على العالم
فبكين لا تريد أن تفقد الأفضلية التي حظيت بها أمام الولايات المتحدة والاقتصادات الغربية الكبرى لنجاحها في احتواء مسبب المرض، وقد زادت ضغوطها من خلال أشياء مثل الدعوة إلى التطعيم الإلزامي بين موظفي الشركات المملوكة للدولة وأعضاء الحزب الشيوعي.
هذه الزيادة في الجرعات داخل الصين (تطعيم 13.7 مليون شخص يوم الجمعة) تعني أنّ البلاد باتت الآن أقرب لتحقيق هدف تطعيم 40% من سكانها (أو 560 مليون جرعة الأقل) بنهاية يونيو/حزيران.
حتى يوم الأحد 16 مايو/أيار، نجحت السلطات في تطعيم 393 مليون شخص تقريباً، منهم 210 ملايين شخص خلال الشهر الماضي فقط، وهو مؤشرٌ على تسريع العملية بحسب البيانات الرسمية.
بينما تقول منظمة الصحة العالمية، إن الصين تستطيع الآن تطعيم 20 مليون شخص كل يوم.
حملات لإقناع الصينيين
على غرار بكين، تُعاني العديد من الدول الآسيوية، من التردد بشأن اللقاح، بينما أغرى نجاح المنطقة المبكر في احتواء الفيروس البعض للشعور بالأمان، بينما لا يثق آخرون ببساطة في فاعلية أو سلامة اللقاحات المتاحة.
مع ذلك فإنّ التفشيات الأخيرة في دول مثل سنغافورة وتايوان تُؤثّر على هذا التردد، بالتزامن مع فرض قيود إغلاق أكثر صرامة، ليتضح أمام الناس أكثر مفهوم أنّ التطعيم قد يساعد في إيقاف المرض الخطير.
إذ كتبت Xinhua News عبر حسابها الرسمي في تطبيق WeChat: "لا تتردد، احصل على التطعيم. ولا شك أنّ حقيقة كون المصابين حديثاً لم يحصلوا على اللقاح هي بمثابة جرس إنذار للجميع- من أجل بناء حاجز تحصين، واللقاح ضرورةٌ وليس مجرد اختيار".
قيود جديدة
يذكر أنه من المقرر أن تُطعّم الصين عدداً يتراوح بين 900 مليون ومليار شخص بحلول العام المقبل، وحينها من المتوقع أن تتحقّق مناعة القطيع، بحسب ما قاله رئيس المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها جورج فو غاو، في مقابلةٍ مؤخراً.
كما فرضت الصين نهجاً هو الأقسى من نوعه في العالم بوضع مناطق كاملة تحت الإغلاق وإخضاع الأشخاص للحجر الصحي، حتى وإن لم تشهد المنطقة سوى رصد عددٍ قليل من الحالات.
نتيجة التفشي الأخير، جرى تعليق المدارس في مدينة ينغكو الشمالية بمقاطعة لياونينغ، بينما مُنِع الناس من مغادرة مجمعاتهم السكنية في بعض مناطق آنهوي.