قال البيت الأبيض، مساء الإثنين 17 مايو/أيار 2021، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن عبَّر في اتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن دعمه لوقف إطلاق النار في القتال الدائر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
حيث أشار البيت الأبيض، في بيان حول فحوى المكالمة، إلى أن "بايدن عبَّر عن دعمه لوقف إطلاق النار، وبحث انخراط الولايات المتحدة مع مصر وشركاء آخرين من أجل هذه الغاية".
فيما رحب بايدن بالجهود المبذولة لإنهاء الحرب، وتحقيق الهدوء في مدينة القدس المحتلة، مشجعاً تل أبيب على بذل كل جهد لضمان حماية المدنيين الأبرياء.
لكن بايدن جدد دعمه الثابت لما وصفه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية العشوائية، مؤكداً أنه "شجع خطوات تل أبيب المستمرة لمحاسبة المتطرفين على العنف بين السكان"، على حد قوله.
في حين ولم يتضمن بيان البيت الأبيض بشأن الاتصال إشارة إلى أي رد من نتنياهو على تعليقات بايدن بشأن وقف إطلاق النار.
بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ بايدن أنه مصمم على استكمال الهدف من العملية لإعادة الأمن لمواطني إسرائيل.
اتصال لثالث مرة منذ بدء العدوان على غزة
يشار إلى أن هذا الاتصال هو الثالث من نوعه منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وفق قناة "كان" التلفزيونية الإسرائيلية (رسمية).
كان بايدن قد أجرى، السبت، اتصالين هاتفيين منفصلين مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وسبق ذلك، اتصال أجراه الرئيس الأمريكي مع نتنياهو الأربعاء الماضي.
منذ بدء العدوان على غزة، صرّح بايدن، أكثر من مرة، بأنه يؤيد ما اعتبر أنه حق إسرائيل (حليفة بلاده) في الدفاع عن نفسها.
في حين أثار موقف بايدن استياءً واسعاً بين الرافضين للعدوان الإسرائيلي الدموي على الشعب الفلسطيني.
في وقت سابق الإثنين، وافقت الولايات المتحدة على صفقة أسلحة مع إسرائيل، بقيمة 735 مليون دولار.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الدنماركي، مارتن ليدغارد، في كوبنهاغن الإثنين، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، إن "الولايات المتحدة تعمل بشكل مكثف لإنهاء العنف"، مضيفاً: "نعمل على مدار الساعة من خلال القنوات الدبلوماسية لمحاولة إنهاء الصراع"، داعياً "جميع أطراف الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين إلى حماية المدنيين".
في هذا الإطار، التقى نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، هادي عمرو، في رام الله، الإثنين، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، في اجتماعين منفصلين، بحث خلالهما سبل وقف العدوان، مشدّداً على ضرورة تحقيق التهدئة ووقف التصعيد.
غارات جوية إسرائيلية على غزة
إلى ذلك، يتواصل التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي منذ يوم الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، حيث يشن جيش الاحتلال غارات مكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، مستهدفاً منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية، كما يواصل اعتداءاته على المتظاهرين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
في هذا الإطار، شنّت المقاتلات الإسرائيلية، الإثنين 17 مايو/أيار 2021، سلسلة غارات مكثفة وعنيفة جداً، على العديد من المناطق المتفرقة بغزة.
إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 212 شهيداً، بينهم 61 طفلاً و36 سيدة، و16 مسناً، و1400 مصاب بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة.
فيما استشهد 22 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، إضافة إلى المئات من الجرحى.
في المقابل، ترد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على مستوطنات ومدن عديدة داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط إصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.
فقد أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى لمقتل- حتى الآن – 10 إسرائيليين – بينهم ضابط- في حين أُصيب أكثر من 700 آخرين بجروح، إضافة لتضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف مطار "بن غوريون" الدولي.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما قامت بضم مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.