خرج آلاف الفلسطينيين، عقب صلاة فجر الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، في مسيرتين جابتا شوارع مدينتي نابلس وطولكرم، شمالي الضفة الغربية، دعماً لغزة ورفضاً للعدوان الإسرائيلي الذي تسبب في استشهاد 212 فلسطينياً وجرح أكثر من 1000 آخرين في واحدة من أشد الهجمات عنفاً على القطاع.
إذ ردد المشاركون هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية، وأخرى منددة بالجرائم الإسرائيلية، والانحياز الأمريكي، وذلك تزامناً مع الإضراب العام الذي دعت إليه مجموعة من الفعاليات الفلسطينية في الضفة الغربية ومدن الداخل المحتلة.
كما هتف المتظاهرون باسم محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ووجهوا له التحية، وطالبوه بإطلاق مزيد من الصواريخ نحو إسرائيل.
نُظمت المسيرتان عقب دعوات شبابية على مواقع التواصل لأداء صلاة الفجر في المسجد القديم بطولكرم، ومساجد وسط مدينة نابلس، ثم الانطلاق للتظاهر.
دعوات للالتزام بالإضراب الشامل
من جهتها، دعت اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية في الداخل الفلسطينيّ إلى الالتزام بالإضراب العام والشامل، الثلاثاء، كما أعلنت اللجنة القطرية لأولياء أمور الطلاب العرب عن دعمها للإضراب.
كما قالت السلطات المحليّة في بلدات عربية من بينها أم الفحم، والطيرة، ومجد الكروم، وطمرة، والرامة، والناصرة، وحورة في النقب، وجديدة المكر، وباقة الغربية، ونحف، وكابول، وكوكب، وعارة وعرعرة، وسخنين، وشفاعمرو، وغيرها من البلدات، إنّها ستلتزم بالإضراب، داعية في بيانات منفصلة إلى وقف العدوان على قطاع غزة، والعدوان المستمر على القدس المحتلة، والمسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح، وسحب كافة العصابات الاستيطانية وقوات القمع من جميع البلدات العربيّة، بما فيها مدن الساحل.
فيما قالت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية إنها "تدعو جميع السلطات المحلية العربية، في البلاد إلى الالتزام الكامل والفاعل بالإضراب العام والشامل للجماهير العربية الفلسطينية، الثلاثاء، والذي اتخذته لجنة المتابعة العليا بإجماع مركباتها وأعضائها، بما في ذلك اللجنة".
مشاركة موظفي القطاع العام في الضفة الغربية
في الضفة، قرر مجلس الوزراء مشاركة موظفي القطاع العام في الإضراب الذي أعلنت عنه القوى الوطنية والإسلامية، اليوم الثلاثاء، تعبيراً عن الغضب من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، وخاصة مدينة القدس.
إذ أعرب المجلس عن "تقديره للبيان الصادر عن القوى الوطنية والإسلامية بإعلان الإضراب الشامل، اليوم، تعبيراً عن الغضب مما يتعرض له أهلنا في كافة أرجاء الوطن خاصة المحافظات الجنوبية من حرب عدوانية".
كما أكد مشاركة موظفي القطاع العام في الإضراب، مع استمرار عمل وزارة الصحة والهيئات المحلية والمؤسسات التي تقدم الخدمات بنظام حالة الطوارئ لمواصلة تقديم خدماتها للمواطنين.
من جهتها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم، إن طاقمها القانوني سيعلّق أعماله أمام محكمتي "عوفر" و"سالم" الإسرائيليتين، الثلاثاء.
لفتت الهيئة إلى أن هذه الخطوة تأتي استجابة لنداء الإضراب العام والشامل في كافة الأراضي الفلسطينية تنديداً بالانتهاكات الجارية بحق المدينة المقدسة وأهلنا في قطاع غزة.
غارات إسرائيلية مستمرة
يأتي ذلك بينما جدّد الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، شنّ غارات عنيفة على أنحاء واسعة من مدينة غزة وشمالي القطاع.
فقد قصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية بشكل عنيف ومتتالٍ، عشرات الأهداف في مناطق جبل الريس، وبيت لاهيا، والتوام والكرامة، والشيخ زايد شمالي القطاع.
كما طال القصف منطقتي المقوسي والكتيبة شمال وغرب مدينة غزة.
استهدفت الغارات الإسرائيلية أيضاً مواقع للمقاومة، وشوارع وبنى تحتية، وخلّفت دماراً كبيراً فيها. في حين قصفت الطائرات الحربية بصاروخ واحد على الأقل شقة سكنية في منزل متعدد الطوابق بحي النصر بغزة، دون الإبلاغ عن إصابات.
بينما لم يُخلّف القصف الإسرائيلي إصابات أو خسائر بشرية، بحسب مصادر أمنية وطبية.
تتسبب تلك الغارات بحالة هلع بين السكان، بفعل الأصوات الشديدة التي تنتج عنها، والدمار الواسع الذي تخلّفه، فضلاً عن أنها خلفت مجازر بحق عائلات كاملة.
كان آخر هذه المجازر، فجر الأحد، حيث استشهد 43 فلسطينياً، بينهم 10 أطفال و16 سيدة، بعد تدمير عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها، دون سابق إنذار، في شارع الوحدة، بحي الرمال غربي مدينة غزة.
الإثنين، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 10 مايو/أيار الجاري، إلى 212 شهيداً، بينهم 61 طفلاً و36 سيّدة، بجانب 1400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.