واجه أفراد من جهاز الأمن العام في الأردن بالقوة متظاهرين عبّروا عن احتجاجهم للعدوان على غزة خلال وقفة داعمة لفلسطين في العاصمة عمّان، الأحد 16 مايو/أيار 2021، ما دفع السلطات جهاز الأمن إلى فتح تحقيق في تصرفات عناصره.
كانت قد انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تبين قسوة في تعامل عناصر أمنية مع محتجين، قرب السفارة الإسرائيلية بعمان، وأظهر إحدى المقاطع هروب المتظاهرين من عناصر الأمن، إضافة إلى اعتقال عدد من المحتجين.
كذلك أظهر مقطع فيديو آخر اعتداء عنصر من الأمن على فتاة، وشدّها من شعرها أمام عدسات الكاميرات التي كانت توثق لحظة الهجوم عليها.
من جانبه، أعلن جهاز الأمن العام أنه يحقق في مشاهد الاعتداء على المتظاهرين، وقال المتحدث باسم الأمن العام، العقيد عامر السرطاوي، في بيان مقتضب: "نحقق بفيديوهات أظهرت تجاوزات غير مقبولة وتصرفات فردية، وسيحاسب كل مخطئ، وسنستمر بحماية حرية التعبير، ونطلب من الإخوة المواطنين احترام القانون".
أثارت المقاطع المصورة استياء كبيراً بين أردنيين على مواقع التواصل بشأن طريقة تعامل بعض رجال الأمن.
مُحامي أردني كتب في تغريدة على تويتر: "لماذا أصلاً المواجهة بين الأمن والاردنيين عند الطرق المؤدية إلى سفارة الصهاينة؟، الدفاع المستميت عن السفارة ومنع الوصول لها غير مفهوم، هل تخافون الصهاينة أم ما زلتم تصرون على العلاقة معهم رغم أنف الشعب الأردني، لست مع المواجهة بين الأمن والشعب لذلك الحل هو إغلاق السفارة".
وعلّقت مغردة على تعامل الأمن الأردني: "بقدر رجل الأمن يتبع أي أسلوب تاني ويتخذ بحقه إجراء أمني كونه رجل أمن بس ما بطلعله بتاتاً يمد إيده على مواطن ولا حدا بالكون كلها بطلعله يمد إيده إحنا مش بمزرعه حيوانات ليرفع إيده ويضربهم.. وأطلع على نص قانون ٨ من الدستور الأردني لُطفاً".
ومنذ ما يزيد عن أسبوع، يشهد الأردن فعاليات احتجاجية داعمة لفلسطين، يطالب المشاركون فيها حكومة بلادهم باتخاذ "موقف قوي" إزاء ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يأتي ذلك مع تواصل العدوان الإسرائيلية على قطاع غزة منذ يوم الإثنين يوم 10 مايو/أيار 2021، وجاء ذلك بعدما تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح".
كان عدد ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، قد ارتفع أمس الأحد إلى 192 شهيداً، بينهم 58 طفلاً و34 سيدة، بجانب 1235 جريحاً، إضافة إلى 21 شهيداً ومئات الجرحى في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة.
فيما قتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل.