تتكبد إسرائيل خسائر بعشرات آلاف الدولارات لكل صاروخ تستخدمه لاعتراض القذائف التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية على المُدن المحتلة، والتي لا تتجاوز تكلفة صناعتها محلياً مئات الدولارات فقط.
بحسب أحدث تصريحات الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين 17 مايو/أيار 2021، فإن "حماس والجهاد الإسلامي أطلقتا 3100 صاروخ خلال 7 أيام من قطاع غزة باتجاه إسرائيل".
قبيل ساعات من ذلك، قال وزير الدفاع بيني غانتس، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، إن منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي سجلت أكثر من 1000 حالة اعتراض منذ بدء العملية العسكرية على قطاع غزة، مساء 10 مايو/أيار الجاري.
من جانبها، أشارت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى التكلفة الباهظة جداً لاعتراض كل صاروخ محلي الصنع يطلقه فلسطينيون من غزة.
الصحيفة قالت إنه "في القتال المستمر بين إسرائيل وحماس حول أي طرف يمكنه الصمود أكثر من الآخر ومن سيبدو أكثر يأساً لوقف إطلاق النار أولاً، فإن القضية الرئيسية هي التكلفة".
أضافت الصحيفة أنه "من المعروف أن صواريخ القبة الحديدية المعترضة تكلف أكثر بكثير من صواريخ حماس التي تسقطها"، مشيرة إلى أن هذه التكلفة تقدر بـ50 إلى 100 ألف دولار لكل اعتراض.
صواريخ المقاومة تُقدّر بالآلاف
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن "حماس تمتلك أكثر من 14 ألف صاروخ، فقط عدة مئات منها طويلة المدى"، أي تصل إلى عمق إسرائيل مثل تل أبيب (وسط) وحيفا (شمال) وإيلات أقصى جنوبي البلاد.
نقلت الصحيفة عن الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع للجامعة العبرية، عوزي روبين، قوله إنه "حتى أفصل صواريخ حماس هي بسيطة نسبياً وغير مكلفة"، مضيفاً أن "صواريخ حماس بعيدة المدى هي في الواقع أقل دقة من صواريخها قصيرة المدى"، بحسب تعبيره.
في هذا الصدد ذكرت الصحيفة ذاتها أن "تكلفة صاروخ حماس قصير المدى تقدر بما بين 300 و800 دولار لكل صاروخ".
كما نقلت عن طال إنبار، الرئيس السابق لمركز أبحاث الفضاء في معهد "فيشر" الإسرائيلي، قوله إن تكلفة الصاروخ بعيد المدى تبلغ مرتين إلى 3 مرات أكثر من الصواريخ قصيرة المدى.
لم تذكر الصحيفة مدى صواريخ "حماس" لكن الذراع المسلحة للحركة أعلنت، الثلاثاء الماضي، عن إطلاق صاروخ من طراز "عياش 250" تجاه مطار رامون أقصى جنوب إسرائيل، على بعد 220 كيلومتراً عن قطاع غزة.
الصواريخ بعيدة المدى
ويرفض "إنبار" و"روبين" فكرة أن تكون صواريخ "حماس" ستنفد قريباً بعد أن تم استخدام مئات منها لضرب تل أبيب ومدن أخرى في وسط إسرائيل، خلال الأيام السبعة الماضية، وقالا: "حتى المخابرات الإسرائيلية في أحسن الأحوال لديها تقديرات غير كاملة".
كذلك أشار روبين إلى أن "الجيش الإسرائيلي لم يكن يعلم أن حماس لديها صاروخ يمكن أن يصل إلى منطقة إيلات حتى يتم استخدامه"، في إشارة لصاروخ "عياش 250".
الباحثان يعتقدان أيضاً أن "لدى حماس الكثير من الصواريخ بعيدة المدى لإطلاقها على تل أبيب ووسط إسرائيل، والدليل هو أنه في نهاية كل حرب جرت على غزة، كانت قادرة على إطلاق بعض الصواريخ في أي مكان تريد".
كانت "حماس" قد عمدت منذ بدء قصف المدن الإسرائيلية في الحرب الجارية حتى الآن إلى إطلاق عشرات الصواريخ دفعة واحدة، ربما من أجل منع اعتراض بعضها من منظومة القبة الحديدية.
يُذكر أنه منذ 10 مايو/أيار الجاري، يتواصل تصعيد عسكري وميداني كبير في قطاع غزة، نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر على جميع مناطق قطاع غزة، ورد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه البلدات الإسرائيلية.
أمس الأحد، ارتفع ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى 197 شهيداً، بينهم 58 طفلاً و34 سيدة، إضافة إلى 1235 جريحاً، إضافة إلى 21 شهيداً ومئات الجرحى في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة.
فيما قُتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل.