قالت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، الإثنين 17 مايو/أيار 2021، إن "المقاومة الفلسطينية تذل إسرائيل يومياً، وتخلق وقائع على الأرض، وسوف تصمد وتحقق الانتصار"، مشيرة إلى أن تل أبيب "عاجزة عن الدخول في مواجهة برية مع مقاومتنا في غزة".
جاء ذلك في كلمة الأمين عام للحركة، زياد النخالة، خلال مهرجان شعبي تضامني مع فلسطين أقامه "حزب الله" اللبناني بالضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.
حيث أضاف نخالة، خلال المهرجان الذي شارك فيه الآلاف، أن "المقاومة تخوض معركة القدس بكل قوة واقتدار وتضع العدو في مأزق تاريخي لم يسبق له مثيل"، مؤكداً أن "إسرائيل تعجز عن خوض معركة برية مع رجال المقاومة"، وقال: "نحن في معركة كبرى تدور على الأرض في كل فلسطين".
المتحدث ذاته لفت إلى أن "المقاومة أذلت كبرياء العدو والمعركة لم تنتهِ بعد"، متوعداً باستمرار القتال ضد الإسرائيليين على مدار الوقت "حتى يرحلوا"، مضيفاً: "المقاومة جعلت كيان العدو أوهن من بيت العنكبوت مجدداً".
كما ندد النخالة بموافقة الولايات المتحدة على صفقة أسلحة مع إسرائيل بقيمة 735 مليون دولار أمريكي، رغم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لافتاً إلى أن تلك الصفقة أبرمت مع واشنطن تعويضاً لما تم قصفه على بيوت المواطنين.
كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد وافقت على بيع محتمل لأسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 735 مليون دولار إلى إسرائيل، وقالت مصادر في الكونغرس، الإثنين، إنه من غير المتوقع أن يعترض المشرِّعون الأمريكيون على ذلك رغم العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
حيث قال ثلاثة من موظفي الكونغرس إنه تم إخطار الكونغرس رسمياً بعملية البيع المزمعة في 5 مايو/أيار 2021، في إطار عملية المراجعة المعتادة التي تُجرى قبل المضي قدماً في إبرام اتفاقيات كبيرة لمبيعات أسلحة لدول أجنبية.
في وقت سابق من يوم الإثنين، تلقى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية القطري الشيخ محمد آل ثاني.
فقد بحث النخالة والوزير القطري، خلال الاتصال، الوضع داخل فلسطين، وموقف المقاومة بشأن الجهود المبذولة للوصول إلى وقف إطلاق النار، في ظل العدوان على غزة والقدس والضفة.
مأزق سياسي وشعبي
من جهته، قال رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين، إن "العدو الإسرائيلي في مأزق سياسي وشعبي بسبب صواريخ المقاومة والشعب المنتفض في الضفة الغربية والأراضي المحتلة منذ عام 1948".
فيما توجه إلى المقاومة الفلسطينية بالقول: "مقاومتكم مقاومتنا، قتالكم قتالنا، صواريخكم صواريخنا، نصركم نصرنا"، وأضاف: "نحن في حزب الله نتطلع إلى اليوم الذي سنقاتل فيه معكم على امتداد كل ساحات المواجهة في فلسطين".
يشار إلى أن "حزب الله" يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ، وخاض حرباً مع إسرائيل استمرت 33 يوماً عام 2006، كما خاض على مدى سنوات مواجهات عديدة ضد قواتها التي كانت تحتل أجزاء من جنوب لبنان قبيل انسحابها منه عام 2000.
من جانبه، رأى عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" في لبنان، أسامة حمدان، أن "معركة اليوم تضع مستقبل الكيان الصهيوني على طريق النهاية"، منوهاً إلى أن "المقاومة تجاوزت حد ردة الفعل ووصلت إلى قدرة رسم المعادلات".
حمدان، الذي شارك في المهرجان ممثلاً عن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أشار إلى أن "المقاومة هي من أجل التحرير وليس من أجل العودة إلى المفاوضات مع العدو".
عدوان إسرائيلي متواصل
إلى ذلك، يتواصل التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي منذ يوم الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، حيث يشن جيش الاحتلال غارات مكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، مستهدفاً منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية، كما يواصل اعتداءاته على المتظاهرين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
في هذا الإطار، شنّت المقاتلات الإسرائيلية، الإثنين 17 مايو/أيار 2021، سلسلة غارات مكثفة وعنيفة جداً، على العديد من المناطق المتفرقة بغزة.
إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 212 شهيد، بينهم 61 طفلاً و36 سيدة، و16 مسناً، و1400 مصاب بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة.
فيما استشهد 22 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، إضافة إلى المئات من الجرحى.
في المقابل، ترد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على مستوطنات ومدن عديدة داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط إصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.
فقد أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى لمقتل- حتى الآن – 10 إسرائيليين – بينهم ضابط- في حين أُصيب أكثر من 700 آخرين بجروح، إضافة لتضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف مطار "بن غوريون" الدولي.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.