تحول ليل قطاع غزة إلى جحيم، عندما هاجم الجيش الإسرائيلي القطاع، في وقت مبكر من صباح الإثنين 17 مايو/أيار 2021، بنحو 35 هدفاً خلال 20 دقيقة عبر 54 طائرة مقاتلة، واستخدام نحو 110 صواريخ في القصف الذي استهدف غزة، وذلك في ليلة وصفها صحفيون بأنها الأعنف القطاع.
جاءت هذه الهجمات العنيفة لتدخل القطاع في يوم سادس من الحرب، حيث اجتمع الكابنيت الإسرائيلي، مساء الأحد، وأعلن عن عزمه مواصلة الضربات على غزة، رغم جهود دبلوماسية متواصلة من عدة أطراف للوصول إلى تهدئة.
الاحتلال يكشف هدف هذه الغارات
الاحتلال الإسرائيلي اعترف بهذه الضربات، وادعى أن القصف استهدف نحو "15 كيلومتراً من الأنفاق التي حفرتها حركة حماس تحت الأرض"، مضيفاً أنها تأتي ضمن "المرحلة الثالثة من مشروع المترو لأنفاق حماس".
كما ذكر الاحتلال في بيانه أن الغارات التي نفذها ليلاً استهدفت "تسعة منازل لقادة في حماس في أنحاء قطاع غزة".
وتابع الجيش الإسرائيلي: "من بين المنازل المستهدفة منزل قائد كتيبة بيت حانون وقائد سرية بيت حانون وقائد سرية في مدينة غزة وقائد سرية في مخيم الشاطئ".
إضافة لذلك، ذكرت وسائل إعلام عربية أن عشرات الغارات الإسرائيلية المتزامنة ضربت عدة مناطق جنوبي وغربي مدينة غزة، وشمالي وجنوبي ووسط القطاع.
ووفق شهود عيان، استهدف القصف الإسرائيلي مواقع للمقاومة الفلسطينية، وأراضي زراعية، وشوارع وبنى تحتية، كما أدى لتدمير مقار أمنية، جنوبي وغربي مدينة غزة.
كما ذكر شهود العيان أن القصف خلّف أضراراً كبيرة في منازل ومبان سكنية، إضافة لتدمير واسع في الشوارع ومفترقات الطرق. كما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن مربعات سكنية بمحيط الأماكن المستهدفة.
المقاومة مستمرة في قصف إسرائيل
قبل تلك الغارات الإسرائيلية بدقائق، أعلنت كتائب عز الدين القسام، فجر الإثنين، أنها أطلقت عدة رشقات صاروخية باتجاه مدن وبلدات داخل إسرائيل.
من جانبها، أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن صافرات الإنذار "واصلت دويها في تجمعات سكانية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة".
ففي بيانات منفصلة، قالت "الكتائب" إنها قصفت كلاً من مدن بئر السبع وعسقلان (جنوب إسرائيل)، ومستوطنات "نتيفوت وأوفاكيم" المحاذية لغزة برشقات صاروخية، موضحة أن هذا القصف يأتي رداً على العدوان الإسرائيلي.
كانت كتائب القسام قد قصفت، مساء الأحد، مستوطنة "نتيفوت"، وحشداً لجيش الاحتلال قرب "زيكيم"، ومستوطنة "كفار عزة"، و"نير عوز"، وموقع "كرم أبوسالم"، وموقع إسناد "صوفا"، وموقع "ناحل عوز" بعدد من قذائف الهاون، مؤكدة وقوع إصابات في صفوف إسرائيل، سبقه قصف مستوطنة "سديروت" برشقة صاروخية.
كما أفادت "القسام"، في بيانات منفصلة، الأحد، بأنها أطلقت رشقاتٍ صاروخية كبيرة على مناطق أسدود، وعسقلان، وبئر السبع، وسديروت، وقاعدة رعيم، وقاعدة التنصت 8200، ونتيفوت، ونير عام.
جهود دبلوماسية متعثرة
جاءت هذه التطورات في ظل جهود دبلوماسية عربية ودولية تسعى جميعها لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، والوصول إلى وقف لإطلاق النار، إلا أن جميعها لم تثمر نتيجة حتى اللحظة.
فقد فشل مجلس الأمن الدولي، الأحد 16 مايو/أيار 2021، في التوصل إلى اتفاق على بيان بشأن العدوان الوحشي الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وهذه هي المرة الثالثة خلال أقل من أسبوع التي يفشل فيها المجلس في هذا المسعى.
في الوقت ذاته، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث التطورات في غزة والضفة الغربية، في اتصالات هاتفية مع نظرائه في قطر ومصر والسعودية.
الوزارة كشفت أن بلينكن ناقش مع الوزير القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "جهود استعادة الهدوء في الأراضي الفلسطينية في ضوء الخسائر المأساوية في أرواح المدنيين"، على حد قولها، فيما قالت وزارة الخارجية القطرية، من جهتها، في بيان لها، إن الاتصال جرى فيه مناقشة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المصلين في الحرم القدسي الشريف والهجوم على قطاع غزة المحاصر.
في الوقت نفسه، يواصل مجلس الشيوخ ضغوطه على إدارة بايدن للتحرك؛ إذ دعت مجموعة متزايدة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الأحد، إلى وقف إطلاق النار، حيث طالب 36 نائباً في الكونغرس الأمريكي، الإثنين، بوقف إطلاق النار بشكل فوري في الأراضي الفلسطينية، "لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح".