إسرائيل تروِّج لسياحتها في معرض “دولي” بدبي بينما طائراتها تقصف غزة.. قتلت 42 شهيداً في نفس اليوم

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/17 الساعة 17:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/17 الساعة 17:08 بتوقيت غرينتش
التطبيع الإماراتي مع إسرائيل/رويترز

بالتزامن مع اشتداد وطأة اعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي اليوم ذاته الذي قتلت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة 42 شهيداً على الأقل بعد أن أسقطت منازلهم فوق رؤوسهم، كانت مسؤولة إسرائيلية عن قطاع السياحة تروِّج لبلادها كوجهةٍ سياحية في دبي بشكل عادي، ولم تغير برنامجها اليومي.

حسب تقرير لوكالة The Associated Press الأمريكية، الإثنين 17 مايو/أيار 2021، فإن الأكثر غرابة في خطوة دولة الاحتلال والمسؤولة التي بعثتها لدبي، هو أن شركات الطيران الرئيسية أوقفت رحلاتها بالفعل إلى إسرائيل، وسط تصاعد وتيرة قصف المقاومة.

جناح إسرائيلي في دبي ودماء في غزة

مع كل ذلك، وفي أحد أروقة معرض "سوق السفر العربي"، الذي انطلق في دبي يوم الأحد 16 مايو/أيار، ويصفه منظموه بأنه أول "حدث حضوري عالمي ضخم للسفر منذ بداية تفشي الجائحة"، أُقيم جناح إسرائيلي صغير- خلف جناح سلوفينيا- وتصدرت واجهته عبارة Land of Creation. وتعالت أصوات مقاطع الفيديو الترويجية، التي تضم مشاهد الطهي النباتي في إسرائيل وشواطئها التي تحث المتابع على "حجز رحلته الآن" إلى تل أبيب.

هل يحجز السائح رحلته بينما الغارات الجوية المدمرة على غزة جارية وتتصدر أخبارها القنوات ووسائل الإعلام العالمية؟

ترد كسينيا كوبياكوف، مديرة قسم تطوير الأسواق الجديدة في وزارة سياحة الاحتلال: "نحن غير معنيين بالحديث عن ذلك، نحن نتحدث عن المستقبل، نحن نتحدث عما يمكننا فعله لجلب السياحة إلى إسرائيل".

الأمور "عادية" لدى الإمارات

يسلط حضور إسرائيل لهذه الفعالية الضوءَ على نهج  "التجارة أولاً وفوق كل شيء" الذي تتبناه الإمارات، ويوضح مدى سرعة تطور العلاقات مع إسرائيل منذ توقيع الإمارات وإسرائيل اتفاقية تطبيع العلاقات في سبتمبر/أيلول الماضي. 

كما يشير هذا الحضور إلى أن حتى أشد المواجهات احتداماً ووحشية بين إسرائيل والفلسطينيين لم يعد بعض قادة الخليج العربي يعبأون بالنظر إليها من منظور التضامن الإسلامي أو العربي، بل هي لهم مجرد جزء من حسابات أوسع نطاقاً في منطقة تهيمن على أجوائها مصادر تهديدٍ عديدة.

كان من المقرر أن تحضر وزيرة السياحة الإسرائيلية حلقةً نقاشية ضمن فعاليات ما يُعرف بـ"منتدى السياحة الخليجي الإسرائيلي"، لكن الجلسة تغير اسمها بهدوء وأُلغيت زيارة الوزيرة إلى دبي. 

فيما يقول مسؤولون في وزارة السياحة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي هو من ألغى زيارة الوزيرة، وإن الإلغاء لا علاقة له بالمواجهات الحالية.

بين تل أبيب وأبوظبي

فقد هبطت أول طائرة تقل سياحاً إسرائيليين إلى الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني، ومنذ ذلك الحين، استقبلت الإمارات عشرات الآلاف من الإسرائيليين ذهبوا للاستمتاع بشواطئها الرملية وزيارة مراكزها التجارية الفخمة، وتوافد معظمهم إلى دبي.

كما أعربت مسؤولة السياحة الإسرائيلية عن أملها في أن تفضي جهودهم إلى حث المواطنين الإماراتيين والمقيمين الأجانب في الإمارات على زيارة إسرائيل، وأن يؤدي ذلك إلى انتعاش قطاع السياحة في إسرائيل بعد إعادة فتح البلاد مرة أخرى للسياحة.

تقول كوبياكوف: "جئنا إلى هنا لنقدم إسرائيل وجهةً جديدة للإمارات ودول الخليج، كوجهةٍ مزدهرة ومثيرة ومفتوحة للجميع".

وأشارت كذلك إلى أن جميع مناقشاتها مع منظمي الرحلات وشركات الطيران وغيرها من الشركات في دبي يوم الأحد كانت تتركز بالأساس على السياحة و"ليس شؤون السياسة".

مشددة أيضاً على أنه "لم يكُن هناك أي نقاش حول التصعيد الحالي للمواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين".

لا إدانة إماراتية للمجازر

يحدث هذا فيما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن ما يزيد على 200 فلسطيني في غزة، منهم 55 طفلاً و33 امرأة، وتسببت اعتداءاتها في إصابة أكثر من 1230 شخصاً منذ اندلاع المواجهات يوم الإثنين الماضي 10 مايو/أيار. وقصفت الغارات الجوية الإسرائيلية عشرات من المباني الفلسطينية، منها مبنى كان يضم وكالات إخبارية عالمية، مثل قناة مكتب وكالة The Associated Press وقناة الجزيرة.

مع ذلك، امتنع وزير الخارجية الإماراتي عن انتقاد إسرائيل انتقاداً مباشراً في آخر بيان أصدرته وزارته يوم الجمعة 14 مايو/أيار، وبدلاً من ذلك، دعا الشيخ عبدالله بن زايد "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات فورية للالتزام بوقف لإطلاق النار وبدء حوار سياسي".

على الجانب الآخر، جاء سريان جدول الأعمال المزدحم الخاص بالمسؤولة الإسرائيلية على نحوه المعتاد، برهاناً جديداً على تمسُّك أبوظبي وتل أبيب بالمضي قدماً في تطوير العلاقات الثنائية بينهما ولو فوق دماء الفلسطينيين.

تحميل المزيد