وافقت الولايات المتحدة، على صفقة أسلحة مع إسرائيل بقيمة 735 مليون دولار أمريكي، وذلك تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق إعلام عبري.
حيث أكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الخاصة، الأحد 16 مايو/أيار 2021، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وافقت على بيع أسلحة بقيمة 735 مليون دولار لإسرائيل.
الصحيفة الإسرائيلية نوهت إلى أن الجزء الأكبر من هذه الصفقة سيتضمن "صواريخ دقيقة".
فيما لم تذكر الصحيفة تفاصيل أخرى عن الصفقة، كما لم يصدر تعقيب رسمي فوري من الجانبين.
مصادقة إسرائيلية على صفقة أسلحة كبيرة
كان المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل (الكابينت) قد صادق، الأحد، 7 فبراير/شباط 2021، على خطة لتزويد سلاح الجو بمقاتلات وأجهزة عسكرية متقدمة من واشنطن بتكلفة قيمتها 9 مليارات دولار.
إذ ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية أن الموافقة على الخطة جاءت بعد 3 سنوات من التأخير. وأوضحت أن الخطة تتضمن شراء طائرات مقاتلة وطائرات للتزود بالوقود وطائرات مروحية من الولايات المتحدة.
هذه الصفقة تضمنت شراء إسرائيل من واشنطن؛ طائرات مروحية من طراز "شينوك" ومقاتلات من طراز "إف-35″ و"إف-16" وقنابل وأسلحة متطورة.
في هذا الإطار، تعتبر الولايات المتحدة أكبر داعم عسكري لإسرائيل، حيث أعلنت واشنطن عام 2018، تقديمها مساعدات عسكرية لتل أبيب بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات.
يأتي ذلك في وقت تلاحِق إسرائيل اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وسط انتقادات متكررة لواشنطن على هذا الدعم العسكري.
يذكر أن الدائرة التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية، (مقرها لاهاي)، أصدرت قراراً يقضي بولايتها القضائية على الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية)، وهو ما يمهِّد لفتح تحقيق في جرائم الحرب الناتجة عن الأعمال العسكرية الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، أحجمت الولايات المتحدة الأمريكية عن مطالبة حليفتها إسرائيل بوقف عدوانها العسكري على غزة، ودعت في الوقت ذاته حركة "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية إلى الوقف الفوري للهجمات الصاروخية.
كان مجلس الأمن الدولي، المكون من 15 دولة عضواً، قد اجتمع 3 مرات بشأن الاعتداءات الإسرائيلية "الغاشمة" في الأراضي الفلسطينية المختلفة، لكنه لم يتمكن حتى الآن من إصدار بيان عام.
حيث قال المجلس سابقاً إنه يتم الاتفاق على مثل هذه البيانات بتوافق الآراء، في حين تزعم الولايات المتحدة أن إصدار مثل هذا البيان الختامي لن يكون مفيداً، حسب زعمها.
عدوان إسرائيلي متواصل
يأتي ذلك تزامناً مع استمرار التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي منذ يوم الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، حيث يشن جيش الاحتلال غارات مكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة مستهدفاً منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية، كما يواصل اعتداءاته على المتظاهرين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
في هذا الإطار، شنّت المقاتلات الإسرائيلية، في الساعات الأولى من يوم الإثنين 17 مايو/أيار 2021، سلسلة غارات مكثفة وعنيفة جداً، على العديد من المناطق المتفرقة بغزة.
فقد ضربت عشرات الغارات الإسرائيلية المتزامنة عدة مناطق جنوب وغرب مدينة غزة، وشمالي القطاع، ووصل عددها لأكثر من 60 غارة عنيفة.
استمرت تلك الغارات، التي وُصفت بأنها الأعنف والأكثر تدميراً، لنحو 30 دقيقة متواصلة ودون انقطاع.
إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 200 شهيد، بينهم 59 طفلاً و35 سيدة، و1305 مصابين بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة.
فيما استشهد 21 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، إضافة إلى المئات من الجرحى.
في المقابل، ترد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على مستوطنات ومدن عديدة داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط إصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.
فقد أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى لمقتل- حتى الآن – 10 إسرائيليين – بينهم ضابط- في حين أُصيب أكثر من 700 آخرين بجروح، إضافة لتضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف مطار "بن غوريون" الدولي.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.