فشل مجلس الأمن الدولي، الأحد 16 مايو/أيار 2021، في التوصل إلى اتفاق على بيان بشأن العدوان الوحشي الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وهذه هي المرة الثالثة خلال أقل من أسبوع التي يفشل فيها المجلس في هذا المسعى.
فعقب جلسة نقاش مفتوحة، استمرت أكثر من 3 ساعات ونصف الساعة، أصدر مندوبو الصين (تتولي رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري) وتونس (العضو العربي الوحيد بالمجلس) والنرويج، بياناً مشتركاً طالبوا فيه بالوقف الفوري لما وصفوه بـ"الأعمال العدائية بين إسرائيل والفلسطينيين".
بينما أحجمت الولايات المتحدة الأمريكية عن مطالبة حليفتها إسرائيل بوقف عدوانها العسكري على غزة، ودعت في الوقت ذاته حركة "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية إلى الوقف الفوري للهجمات الصاروخية.
كان مجلس الأمن الدولي، المكون من 15 دولة عضواً، قد اجتمع مرتين هذا الأسبوع في جلستين مغلقتين بشأن الاعتداءات الإسرائيلية "الغاشمة" في الأراضي الفلسطينية المختلفة، لكنه لم يتمكن حتى الآن من إصدار بيان عام.
حيث قال المجلس سابقاً إنه يتم الاتفاق على مثل هذه البيانات بتوافق الآراء، في حين تزعم الولايات المتحدة أن إصدار مثل هذا البيان الختامي لن يكون مفيداً، حسب زعمها.
يشار إلى أنه لا بد من موافقة كل أعضاء مجلس الأمن أيضاً على عقد اجتماع بموجب القواعد التي تنظم الجلسات الافتراضية للمجلس أثناء جائحة كوفيد 19.
"فشل مجلس الأمن"
في وقت سابق من يوم الأحد، قالت منظمة التعاون الإسلامي إن فشل مجلس الأمن الدولي في تحمل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي، سيحتم اللجوء إلى الأمم المتحدة، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، واتخاذ تدابير لمحاسبة إسرائيل.
جاء ذلك في البيان الختامي لقمة وزارية طارئة عقدتها منظمة التعاون الإسلامي، الأحد افتراضياً بناء على طلب السعودية، تضمن 18 بنداً بشأن تطورات التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
البيان دعا إلى "تحرك قانوني دولي، عبر المحاكم الدولية ومختلف أجهزة الأمم المتحدة لإرغام إسرائيل على دفع التعويضات المادية والمعنوية اللازمة عن الأضرار التي ألحقتها بالبنى التحتية الفلسطينية والممتلكات العامة والخاصة".
غارات إسرائيلية "عنيفة"
إلى ذلك، يتواصل التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي، حيث يشن جيش الاحتلال غارات عنيفة، الأحد، على أهدافٍ متفرقة بقطاع غزة.
في هذا الإطار، دمرت طائرات إسرائيلية، فجر الأحد، عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها، دون سابق إنذار، في شارع الوحدة بحي الرمال غربي مدينة غزة، ما أسقط 42 شهيداً، بينهم 10 أطفال و16 سيدة.
بذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 197 شهيداً، بينهم 58 طفلاً و34 سيدة، و1235 مصاباً بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة.
في المقابل، ترد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على مستوطنات ومدن عديدة داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط إصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.
فيما استشهد 15 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، إضافة إلى المئات من الجرحى.
في حين قُتل 10 إسرائيليين، وأُصيب المئات منهم، في قصف صاروخي شنته فصائل من قطاع غزة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.