ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 197.. ووزارة الصحة: الاحتلال يدّمر مؤسساتنا الطبية

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/16 الساعة 19:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/16 الساعة 19:13 بتوقيت غرينتش
انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي طالت جميع المؤسسات في غزة بلا استثناء/ مواقع التواصل

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، مساء الأحد 16 مايو/أيار 2021، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 197 شهيداً، منهم 58 طفلاً، و34 سيدة، و15 من كبار السن، وما يزيد على 1235 جريحاً حتى الآن.

وزارة الصحة أكدت أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ ما وصفته بمسلسل الاعتداءات الإجرامية والمجازر الغاشمة ضد الأبرياء العزل، ليسجل نفسه في موقع الصدارة في سجل الإجرام المنظم، على حد وصف بيان الوزارة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده وكيل وزارة الصحة، الدكتور يوسف أبوالريش، في مجمع الشفاء الطبي، حول تطورات المشهد الصحي بعد أسبوع من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

حيث قال أبوالريش، في بيان تلاه خلال المؤتمر: "لقد فُجع العالم في صبيحة هذا اليوم (الأحد) بحجم الجريمة النكراء بحق الأبرياء العزل الآمنين في بيوتهم؛ فقد صب المحتل الغاشم أعتى الأسلحة وأشدها فتكاً لتحول أجساد الأطفال الغضة إلى أشلاء يصعب تمييز بعضها أو أصحابها، ليصبح العدد المسجل لهذه المجزرة التي يندى لها جبين الإنسانية 42 شهيداً وأكثر من 50 جريحاً".

مجزرة الأحد

في هذا الإطار، دمرت طائرات إسرائيلية، فجر الأحد، عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها، دون سابق إنذار، في شارع الوحدة بحي الرمال غربي مدينة غزة.

كان من بين شهداء هذه المجزرة، اثنان من طواقم العمل الصحي، وهما: الدكتور معين العلول، والدكتور أيمن أبوالعوف، و"اللذان باستهدافهما، إنما يفضحان وجه هذا المحتل القبيح الذي لم يعد ممكناً ستر قبحه مهما تعددت الوسائل لذلك"، وفق بيان وزارة الصحة في قطاع غزة.

البيان أضاف: "يكفي اليوم أن نعقد المقارنة بين الفلسطيني الطبيب وبين المحتل؛ فالفلسطيني كرّس حياته في سبيل العمل الإنساني فأحيا مع كل نفس الناس جميعاً. والمحتل الغاصب كرّس حياته للغدر والقتل فقتل مع كل نفس الناس جميعاً".

تدمير مراكز الرعاية الطبية

فيما أضاف البيان: "أسبوع أمضاه المحتل باستهداف المؤسسات الصحية فدّمر مراكز الرعاية الأولية، ودمر الطرقات المؤدية إلى المستشفيات واستهداف سيارات الإسعاف وأعاق وصولها لإخلاء الجرحى واستهدف الكوادر الصحية، ومنع وصول الإمدادات والفرق الطبية وحرم المرضى من الوصول إلى علاجاتهم، وحرم السيدات الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة ومختلف المرضى من الوصول الآمن لتلقي الرعاية الصحية".

وفق البيان ذاته، "طال الاعتداء الغاشم كافة القطاعات؛ فدّمر المباني السكنية والمدارس ودور العبادة والشوارع والبنى التحتية والمزارع والمنشآت الاقتصادية والمؤسسات الإعلامية والمقار الحكومية والممتلكات المدنية، والبنى التحتية كخطوط الصرف الصحي وإمدادات الكهرباء وتوقف مضخات المياه وبما يسببه ذلك من تأثير على سلامة البيئة وصحة المجتمع".

كما أشارت وزارة الصحة إلى أن "هذا الاعتداء تسبّب في نزوح 40 ألف شخص إلى مراكز الإيواء بحثاً عن مكان آمن بعد استهداف منازل المواطنين الأبرياء العزل ليكونوا عرضة لانتشار الأمراض المعدية، خاصة مخاطر انتشار فيروس كورونا الذي لا يزال حاضراً، وإن توارى خلف غبار القصف، ونحذّر من تفشي موجة قادمة خاصة مع عدم قدرة المواطنين على الوصول إلى مراكز الفحص والتطعيم والوصول للمستشفيات لتلقي الرعاية الصحية اللازمة".

واستطردت قائلة إن "استمرار هذا المحتل باستهداف المواطنين من ناحية ومرافق ومراكز الخدمات الأساسية من ناحية أخرى ليضع المؤسسة الصحية في خطر مواجهة أعداد الإصابات من ناحية ومخاطر تأثيرات الصحة العامة والأمراض السارية وغير السارية من ناحية أخرى".

وزارة الصحة في غزة أكدت على "ضرورة لجم المحتل، ووقف اعتداءاته ومحاكمته على ارتكابه العديد من المجازر بحق الآمنين العزل، وإنهاء الحصار الظالم الذي طال كل مناحي الحياة وفي مقدمة ذلك القطاع الصحي"، مشدّدة على ضرورة "فتح المعابر حتى تتمكن الفرق الطبية والإمدادات من الأدوية والمستهلكات الطبية من الوصول العاجل لسد احتياجات المستشفيات".

في حين جدّدت مطالبتها للمجتمع الدولي بـ"العمل على توفير الحماية الكاملة للمؤسسات وطواقم العمل الصحي والإنساني"، داعية لإمداد وزارة الصحة والقطاع الصحي بالأدوية والمستهلكات والتجهيزات الطبية والإسعافات بشكل عاجل، مضيفة: "ستبقى كوادر العمل الصحي تواصل ليلها بنهارها لأداء رسالتها".

الدفاع المدني يناشد العالم التدخل

في وقت سابق من يوم الأحد، ناشد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة دول الجوار والمجتمع الدولي إدخال طواقم إنقاذ ومعدات "بشكل عاجل"، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ الإثنين.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مساعد مدير عام جهاز الدفاع المدني للعمليات والطوارئ في مدينة غزة، العميد سمير الخطيب، وذلك بالقرب من المنازل المدمرة بحي الرمال بفعل القصف الإسرائيلي الليلة الماضية.

الخطيب أوضح أن "حجم الهجمة الشرسة وغير المسبوقة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بغارات عنيفة ومتتالية ومتزامنة، أدى لاستغراق مهام الدفاع المدني وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً في مهامها الإنسانية".

أشار الخطيب كذلك إلى أن "أطقم الدفاع المدني تعاني منذ 14 عاماً شحاً في الإمكانات والمقدرات بفعل الحصار الإسرائيلي"، منوهاً إلى أنهم نفذوا مئات المهمات التي تضمنت إنقاذ وإسعاف وإخلاء لشهداء ومصابين، ومهام إطفاء حرائق بفعل القصف الإسرائيلي، وكذلك البحث عن مفقودين تحت ركام المباني المهدمة.

فيما لفت إلى أن أطقم الإنقاذ لا تزال تواصل مهامها حالياً في البحث عن مفقودين جراء القصف الإسرائيلي العنيف على منطقة الرمال بغزة الليلة الماضية، وإزالة ركام المنازل المدمرة، حيث لحق الدمار بأجزاء واسعة من المربع السكني.

في حين أوضح الخطيب أن جهاز الدفاع المدني "يعمل في ظروف صعبة في ظل قلة الإمكانات والموارد بفعل تداعيات الحصار الإسرائيلي، كما أن التزايد المطرد في تعداد السكان في القطاع يتطلب تحديثاً وتطويراً على الكوادر والمعدات بالدفاع المدني".

كما شدّد الخطيب على أن "الدقائق القليلة تكون فارقة في إنقاذ حياة المواطنين بالنسبة لعمل الدفاع المدني، وقد تلقينا مناشدات من مواطنين أحياء تحت الأنقاض، إلا أنه بسبب قلة الإمكانات استغرقت أعمال الإنقاذ وقتاً طويلاً".

غارات إسرائيلية "عنيفة"

إلى ذلك، يتواصل التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي، حيث يشن جيش الاحتلال غارات عنيفة، الأحد، على أهدافٍ متفرقة بقطاع غزة.

في المقابل، ترد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على مستوطنات ومدن عديدة داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط إصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.

فيما استشهد 15 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، إضافة إلى المئات من الجرحى.

في حين قُتل 10 إسرائيليين، وأُصيب المئات منهم، في قصف صاروخي شنته فصائل من قطاع غزة.

كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

تحميل المزيد