دعت وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) الأمريكية، الأحد 15 مايو/أيار 2021، إلى فتح تحقيق مستقل في قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، برج الجلاء في قطاع غزة، والذي كان يضم مكاتبها وقناة "الجزيرة" القطرية ووسائل إعلام أخرى.
حيث أشارت رئيسة التحرير التنفيذية للوكالة الأمريكية، سالي بوزبي، في بيان، إلى أنها تطالب بفتح تحقيق مستقل في حيثيات تلك الغارة الجوية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تقدم أدلة واضحة تفسر به هجومها على برج الجلاء، ثاني أكبر أبراج غزة.
كما أضافت: "نحن في حالة صراع. نحن لا ننحاز إلى أي طرف في هذا الصراع. سمعنا إسرائيليين يقولون إن لديهم دليلاً، ونحن لا نعرف ما هو هذا الدليل على تدمير مبنى مكون من 12 طابقاً، وسوّته بالأرض. نعتقد أنه من المناسب في هذه المرحلة أن تكون هناك نظرة مستقلة على ما حدث".
بوزبي شدّدت على أن "الرأي العام يحق له معرفة الحقائق"، موضحة أن مكتب وكالتهم كان في برج الجلاء منذ 15 عاماً، مشيرة إلى أنه لم يتم إبلاغها، ولم يكن هناك أي مؤشر على احتمال وجود مكتب لحركة حماس في المبنى.
مزاعم نتنياهو
بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد 16 مايو/أيار الجاري، أن برج الجلاء الشاهق، الذي استهدفته ضربة جوية إسرائيلية، كان يضم مكتب مخابرات تابعاً لحركة حماس، حسب زعمه.
فقد قال نتنياهو لقناة "سي.بي.إس" إن المبنى كان به "مكتب استخبارات يدبر وينظم هجمات إرهابية على مدنيين إسرائيليين، لذلك فهو هدف مشروع تماماً"، على حد قوله، مضيفاً أن إسرائيل نقلت المعلومات التي تخص هجوم السبت إلى السلطات الأمريكية.
كان الجيش الإسرائيلي قد زعم أن حركة "حماس" تستخدم المبنى كمقر استخبارات عسكرية ولتطوير أسلحة، ومنح صحفيي "أسوشيتد برس" ومستأجرين آخرين مهلة قصيرة للغاية لإخلائه.
اتصال وزير الخارجية الأمريكي
في وقت سابق من يوم الأحد، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اتصالاً هاتفياً مع رئيس وكالة "أسوشيتد برس"، غاري برويت، معرباً عن دعمه الثابت للصحفيين المستقلين ووسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، ومشدّداً على أهمية ما ينقلونه في مناطق الصراع.
فيما أعرب بلينكن عن ارتياحه لأن فريق الوكالة في غزة لم يصب بأذى.
غارات إسرائيلية "عنيفة"
إلى ذلك، يتواصل التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي، حيث يشن جيش الاحتلال غارات عنيفة، الأحد، على أهدافٍ متفرقة بقطاع غزة.
في هذا الإطار، دمرت طائرات إسرائيلية، فجر الأحد، عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها، دون سابق إنذار، في شارع الوحدة بحي الرمال غربي مدينة غزة، ما أسقط 42 شهيداً، بينهم 10 أطفال و16 سيدة.
بذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 197 شهيداً، بينهم 58 طفلاً و34 سيدة، و1235 مصاباً بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة.
في المقابل، ترد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على مستوطنات ومدن عديدة داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط إصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.
فيما استشهد 15 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، إضافة إلى المئات من الجرحى.
في حين قُتل 10 إسرائيليين، وأُصيب المئات منهم، في قصف صاروخي شنته فصائل من قطاع غزة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.