قال جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية، إن أياً من الزعماء العرب لم يتصل بالرئيس محمود عباس، خلال العدوان الإسرائيلي الحالي، متهماً أطرافاً عربية -لم يسمِّها- بـ"التواطؤ" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتكريس الانقسام الفلسطيني.
جاء ذلك في مقابلة مع تلفزيون فلسطين الرسمي، مساء الجمعة 14 مايو/أيار 2021، وقال فيها الرجوب "إن بعض الأطراف العربية تفرض حصاراً سياسياً واقتصادياً".
اعتبر الرجوب أن ما يجري هو حصار سياسي من جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره، مضيفاً "لا يعرفون إنه تغير".
الرجوب أكد أن عباس لم يتلقَّ اتصالات من الزعماء العرب، وقال موجهاً كلامه لهم: "ليش (لماذا) قاطعين عنا كل شيء، ومسكّرين (مغلقين) تليفوناتكم؟ عليكم واجب وضريبة، هذه معركة إسلامية مسيحية تدافع عن كرامتكم (…) الشعب الفلسطيني في خط الدفاع الأول عن كرامتكم وبترولكم وأمنكم".
أشار الرجوب في تصريحاته إلى 3 مخاطر، قال إنها تواجه الفلسطينيين في المرحلة الحالية: "تكريس الانقسام، إغلاق باب الحوار، محاولة تغيير النظام السياسي"، مضيفاً أن لدى "حركة فتح تشخيصاً افتراضياً بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي سيسعى إلى تكريس الانقسام".
أضاف الرجوب أنه "من سلوك جزء من النظام الرسمي العربي شعرنا بأن هناك تواطؤاً مع سلوك نتنياهو لتكريس الانقسام"، معرباً عن أمله في ألا تغلق بعض الأنظمة الرسمية العربية "باب الحوار الوطني الفلسطيني الشامل".
أما عن موقف الإدارة الأمريكية من العدوان الإسرائيلي، فقال الرجوب إن "نتنياهو سيستمر في عدوانه ما دام لديه ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية بأنه في حالة دفاع عن النفس، هذا المجرم يصبح ضحية".
ولليوم الخامس على التوالي يستمر التصعيد بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، وجددت الطائرات الإسرائيلية صباح اليوم السبت من غاراتها الجوية على قطاع غزة، فيما ردّت "كتائب القسام" و"سرايا القدس" بإطلاق صواريخ على المدن الإسرائيلية، في وقت يسعى دبلوماسيون أمريكيون وعرب لإيقاف التصعيد.
لكن على الرغم من الدعوات الدولية لوقف التصعيد، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن جيشه سوف يُلحق "انتكاسات خطيرة" بحركة حماس، وفق تعبيره، وقال الجيش "إنهم يدفعون وسيواصلون دفع الثمن غالياً. الأمر لم ينته بعد".
أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ بدايته، عن استشهاد 139 فلسطينياً، بينهم 39 طفلاً و22 سيدة، وإصابة 950 بجروح.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح"، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.