قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الثلاثاء 11 مايو/أيار 2021، إن غزة والمقاومة الفلسطينية قد انتصرت للقدس والأقصى، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني هو الذي يملك "اليد العليا" في معركته مع الكيان الإسرائيلي، بعد أن طردها من مجموعة من الواقع في القدس والأقصى، وذلك في خطاب مصور تم بثه على وسائل الإعلام.
هنية كشف في المناسبة نفسها أن الفلسطينيين أبانوا عن وحدة غير مسبوقة بعد أن حاربوا على جميع الجبهات، كما كشف أيضاً عن اتصالات مكثفة مع أطراف عربية وأممية من أجل خفض التوتر، لكنه شدد على أن "إسرائيل من أشعل النار"، و"غزة لم تقُم سوى بتلبية نداء القدس".
غزة تلبِّي نداء القدس
فقد وجه هنية في افتتاح كلمته "تحية الفخر والاعتزاز للمقاومة الباسلة الشجاعة من على أرض غزة التي انتصرت للقدس".
كما حيا أيضاً "الشهداء الذين ارتقوا في معركة الدفاع عن القدس"، وصرح بهذا الخصوص قائلاً: "حققنا النصر في معركة على القدس عندما قال شعبنا لا لاقتسام القدس على المصلين، وأرغمنا الاحتلال على طرد متطرفيه بعيداً عن الأقصى، وأفسد شعبنا هذه الاحتفالات الوهمية، التي تعودوا عليها منذ 5 عقود، كسرها شبابنا وشعبنا وأرغم المتطرفين والجيش والشرطة على أن يبقوا بعيداً عن حرمة المسجد".
هنية قال أيضاً إن الشعب الفلسطيني انتصر في معركة القدس وهو يدافع عن باب العامود ويرغم الاحتلال على رفع الحواجز والابتعاد عن المدرجات والمصلين.
"وحدة فلسطينية ضد العدو"
في المناسبة ذاتها، أكد هنية أن الشعب الفلسطيني هو صاحب اليد العليا حينما فرض هذه المعادلة وزحفت الألوف المؤلفة من كل مكان نحو القدس رغم المنع والمضايقات، "وأكدوا بما لا يدع مجالاً للشك أن القدس هي محور الصراع والقدس هي العنوان ومعركة القدس لا يمكن لأحد أن يتخلف عنها".
وأضاف: "لقد رأينا شعبنا قد توحد من الشمال إلى الجنوب في هذه المعركة، ووقف الشعب في خندق الدفاع عن المقدسات والحقوق، عن الحاضر والمستقبل وتحرير كل شبر من القدس والأقصى".
كما أوضح أيضاً: "اليوم غزة لبت النداء، وما كان لغزة العظيمة أن تتخلف أو تتأخر، وكيف لغزة أن تتأخر عن القدس وعن المسجد الأقصى المبارك، كيف لهذا الجيش المبارك من كتائب القسام وفصائل المقاومة ألا ينهض ويستنفر ويقف في الخندق المتقدم للدفاع عن القدس والأقصى".
وشدد المتحدث ذاته على أن "معادلة الاستفراد من قبل الاحتلال بالقدس والعبث بها واستباحتها لم تعد مقبولة إطلاقاً علينا كشعب و مقاومة، وتحديداً في غزة الأبية العزيزة".
معتبراً أن "العدو الصهيوني يحاول من خلال هذه المجازر التي يرتكبها وعدوانه على غزة أن يكسر هذه المعادلة وأن يبقي غزة في حصار إنساني وسياسي".
ميزان قوى جديد
رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، اعتبر أن الشعب الفلسطيني "يكسر اليوم هذا المخطط الإسرائيلي والقدس في قلب المقاومة ورجالنا وأبطالنا ومجاهدونا، وما يقوم به هو شرف للشعب والأمة ولأحرار العالم، لأنهم يلقنون المحتل الدرس".
كما أضاف: "اليوم هناك ميزان قوى جديد انطلق من ساحة القدس، في سياق هذا التطور وهذا الوعي وهذه المقاومة بكل أشكالها من المقاومة الشعبية في ساحات القدس وباحات المسجد الأقصى إلى مقاومة الصواريخ البطولية، والشرف الذي يضيء المنطقة في ظل هذا الظلام الدامس، الذي يحطم نظريات التطبيع التي تمزق الأوصال بين المحتل وبعض الحكومات في المنطقة".
وقال أيضاً: "من منطلق هذه العزة في القدس وفي غزة كما في الداخل، نحن تحركنا خلال الفترة الماضية وما زلنا على 3 جبهات، الأولى هي جبهة القدس والأقصى، التي التف حولها كل الشعب الفلسطيني وخاضتها كل الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان لأنها جبهة الأمة وأحرار العالم، والجبهة الثانية هي جبهة غزة الملتهبة التي تقف اليوم نيابة عن الشعب الفلسطيني، أما الجبهة الثالثة فهي جبهة الداخل الفلسطيني".
القدس في القلوب
هنية، أشاد أيضاً "بانتفاض الشعوب العربية في وجه كل محاولات نزع فلسطين من وعي وعقول أبناء شعوبنا العربية التي باءت بالفشل، حينما تقول يا أقصاه هذا الصوت يتردد في أرجاء الأمة من أقصاها إلى أقصاها".
معتبراً أن "كل محاولات التطبيع ونشر ثقافة الهزيمة يتحطم اليوم في الأقصى والقدس".
وأردف: "لن نتخلى عن القدس ولن نتخلى عن المقاومة، جربنا المفاوضات والاتفاقيات وشفنا الحصاد المر والنتائج التي ترتبت عنها، لأنها الحاضر والمستقبل، لا شيء بدون القدس وأي كيان بدون القدس".
اتصالات للتهدئة
كشف هنية عن تلقيه اتصالات من أجل التهدئة، وصرح بهذا الخصوص قائلاً: "لكل من اتصلنا به كان موقفنا واضحاً، الضغط على هذا المحتل ليرفع اليد الآثمة عن القدس والأقصى والشعب الفلسطيني، لأن معركة القدس هي المعركة الكبرى واستمرار المواجهة مع الاحتلال، لأننا شعب تحت الاحتلال يتطلع إلى التحرير والعودة".
كما أكد تواصله مع مصر وقطر والأمم المتحدة، وأوضح أنه أخبرهم أن "من أشعل النار في القدس والأقصى هو الاحتلال الإسرائيلي، وهو المسؤول عن كل التداعيات، المشكلة هي الاحتلال وسياسة الاحتلال وإرهاب وقتل الأبرياء".
وأضاف أيضاً: "نحن قمنا بواجبنا والتزامنا تجاه القدس التي لا يمكن أن تكون مستباحة تئن تحت مخططات الاحتلال، لذلك لا يمكن لغزة أو لغيرها أن تظل مكتوفة الأيدي".
واختتم تصريحه بهذا الخصوص قائلاً: "إذا أرادوا التصعيد فالمقاومة جاهزة، وإذا أرادو أن يتوفقوا فالمقاومة جاهزة أيضاً".