أكدت وكالة "الأناضول" للأنباء، نقلاً عن شهود عيان، الأحد 9 مايو/أيار 2021، إصابة فلسطيني واعتقال 3 آخرين في تجدد مواجهات مع مستوطنين إسرائيليين، بمدينة القدس المحتلة، وذلك إثر قيام مستوطنين من منظمة "فتية التلال" المتطرفة بأداء رقصات وأغانٍ استفزازية، قرب حي العيسوية.
وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات متصاعدة من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في منطقة "باب العمود" وحي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة.
ومساء يومي الجمعة والسبت، أسفرت اعتداءات إسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى والقدس عن إصابة نحو 300 شخص، بحسب "الهلال الأحمر" الفلسطيني.
تفاصيل الاعتداء
وفق المصدر نفسه، فقد تدخلت الشرطة الإسرائيلية لمساندة المستوطنين، وأطلقت قنابل صوت وغازاً مسيلاً للدموع تجاه الشباب الفلسطينيين.
لتسفر المواجهات عن إصابة فلسطيني نتيجة تعرضه للضرب، واعتقال 3 آخرين، وإصابة شرطيين إسرائيليين بالحجارة، وفق الشهود.
في السياق نفسه، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها تعاملت مع إصابة فلسطيني بحجر في الرأس، وتم تقديم الإسعاف الأولي للمصاب، ثم نقله لمستشفى.
فيما ذكرت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، أن 3 من أفرادها أصيبوا خلال تلك المواجهات، وأنها اعتقلت 3 فلسطينيين.
ارتفاع عدد الإصابات
فجر الأحد، أُصيب 10 فلسطينيين، خلال مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في المسجد الأقصى، وسط القدس المحتلة، ليرتفع عدد الإصابات إلى مئة، كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى بكثافة، بعد نشوب المواجهات.
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أكدت وقوع 10 إصابات خلال مواجهات داخل المسجد، فجراً، مشيرة إلى أن إحدى الإصابات نقلت للمستشفى، إثر إصابتها برصاص مطاطي في الفم.
كما نوهت جمعية الهلال الأحمر إلى أنّ الإصابات الأخرى، تمت معالجتها ميدانياً، حيث إنّ 5 منها بالرصاص المطاطي بمنطقة الرأس، و4 بالرصاص المطاطي بمنطقة الأقدام واليدين.
يذكر أن مجموع عدد الإصابات التي أعلنتها الجمعية الخاصة بيوم السبت، ارتفع إلى 100 حالة، ففي وقت سابق، أُصيب 90 فلسطينياً خلال مواجهات عنيفة في منطقة "باب العمود" أحد أبواب المسجد الأقصى، تم نقل 16 منهم للمستشفى.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن من بين المصابين رضيعة تبلغ من العمر عاماً واحداً، إضافة إلى 5 أطفال آخرين، فضلاً عن مسعف.
كما أوضحت الجمعية أن "معظم الإصابات بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت بشكل مباشر والاعتداء بالضرب".
وأشارت إلى أن من بين الضحايا رب أسرة أصيب بجروح و4 من أطفاله بالهلع والخوف بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الصوت عليهم بشكل مباشر.
اعتداءات الاحتلال المستمرة
السبت 8 مايو/أيار 2021، أحيا أكثر من 90 ألفاً، ليلة القدر في المسجد الأقصى، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية، وذلك رغم التشديدات الإسرائيلية، والاعتداءات من طرف قواتها والمستوطنين.
حسب وكالة الأناضول، فإن "عشرات الآلاف من المصلين أدوا صلاة الفجر، ومن ثم تجمع الآلاف منهم قرب المصلى القبلي، ورددوا هتافات منددة بالاحتلال".
وقد بدأت هذه المواجهات، عند باب الأسباط، وامتدت إلى داخل باحات المسجد الأقصى، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت، واقتحموا بأعداد كبيرة باحات المسجد الأقصى.
الأطفال لم يسلموا من الاعتداءات
هذا ما أكده صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الأحد، والذي أعلن إصابة 29 طفلاً فلسطينياً، بينهم رضيعة، جراء الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة.
وفق بيان للمنظمة الأممية "دعت اليونيسف السلطات الإسرائيلية إلى الامتناع عن استخدام العنف ضد الأطفال، والإفراج عن جميع الأطفال المعتقلين".
كما أفاد البيان بـ"إصابة 29 طفلاً فلسطينياً، بينهم رضيعة، واعتقال 8 أطفال آخرين، في القدس الشرقية، بما في ذلك البلدة القديمة وحي الشيخ جراح".
موضحاً أن "من بين المصابين طفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً، وقد نقل بعض الأطفال إلى المستشفيات، عقب إصابات في الرأس والعمود الفقري".