أبلغت وزارة الخارجية المصرية، الأحد 9 مايو/أيار 2021، سفيرة إسرائيل أميرة أورون، بضرورة حماية المصلين في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، والسماح لهم بالصلاة في "أمان وحرية"، وذلك أثناء اجتماع وزاري مع سفيرة إسرائيل أميرة أورون، شارك فيه السفير حسام علي، مدير إدارة إسرائيل.
الخارجية المصرية أوضحت، في بيان، أنه "تم التأكيد خلال اللقاء على موقف مصر الرافض والمستنكر لاقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك"، منوهة إلى أنه "تم التشديد على ضرورة احترام المقدسات الإسلامية، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وصيانة حقوقهم في ممارسة الشعائر الدينية".
فيما نوّه البيان إلى أن "النجاري طلب من سفيرة تل أبيب نقل رسالة إلى المسؤولين الإسرائيليين مفادها ضرورة توفير الحماية للمصلين والسماح لهم بالصلاة في أمان وحرية، وقيام السلطات الإسرائيلية بتحمل مسؤولياتها إزاء ضبط الوضع الأمني في القدس".
جلسة طارئة لـ"البرلماني العربي"
إلى ذلك، قرر الاتحاد البرلماني العربي، عقد جلسة طارئة، خلال اليومين المقبلين في القاهرة، استجابة لطب الأردن، لدعم صمود المقدسيين ورفض ممارسات الاحتلال المتطرفة.
جاء ذلك حسب بيان لمجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان)، الأحد.
البيان الأردني لفت إلى أن الجلسة تأتي "من أجل اتخاذ موقف برلماني عربي مساند للمقدسيين بوجه ممارسات الاحتلال العنصرية في الأقصى وحي الشيخ جراح".
يجدر الإشارة إلى أن الاتحاد البرلماني العربي هو منظمة تتألف من شُعب تمثل برلمانات ومجالس جميع الدول العربية، تأسس في يونيو/حزيران 1974، ومقره العاصمة اللبنانية بيروت.
"بلورة تحرك دولي"
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الأحد، على ضرورة "بلورة تحرك دولي فاعل" ضد ممارسات إسرائيل بحق القدس وسكانها، وتداعيات تلك الممارسات على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحمّل الصفدي، في بيان، إسرائيل مسؤولية التصعيد "الخطير" الذي تشهده المدينة المقدسة، مؤكداً ضرورة "وقف الممارسات اللاشرعية والاستفزازية واللاإنسانية ضد الفلسطينيين وحقوقهم وضد المقدسات في القدس المحتلة".
كما شدد الوزير الأردني على أن ترحيل الفلسطينيين من بيوتهم في منطقة الشيخ جراح "سيكون خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وجريمة يجب عدم السماح لإسرائيل بارتكابها"، محذراً من خطورة الانتهاكات الإسرائيلية في الحرم القدسي، ومشدداً على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي "بفاعلية"؛ لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
فيما ثمن الصفدي موقف ألمانيا ودول أوروبية أخرى في رفض ترحيل الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح ورفض الاستيطان، والخطوات اللاشرعية الأخرى التي تدفع المنطقة باتجاه المزيد من التصعيد والتوتر.
أكبر حملة تهويد
في السياق ذاته، حذّر رئيس "رابطة علماء فلسطين"، نسيم ياسين، من خطورة الأوضاع في مدينة القدس والمسجد الأقصى، مؤكداً أن "المدينة المقدسة، وحي الشيخ جرّاح، والمسجد الأقصى، يتعرضان لأكبر حملة تهويد وتهجير للسكان قسراً وبالقوة الإجبارية"، مضيفا أن "المسجد الأقصى يتعرض لتدنيس وحفريات ومنع للمصلين من أداء شعائرهم الدينية وحصارهم والتنكيل بهم".
ياسين حذّر أيضاً، في كلمة خلال مؤتمر افتراضي، عُقد الأحد، من "تداعيات خطيرة جراء دعوات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك، المتوقع الإثنين".
كانت جماعات استيطانية قد أعلنت عن تنفيذ "اقتحام كبير" للأقصى يوم 28 رمضان، بمناسبة ما يسمى بـ"يوم القدس" العبري الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية عام 1967.
يشار إلى أن جامعة الدول العربية ستعقد اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية، في القاهرة يوم الثلاثاء 11 مايو/أيار الجاري، لبحث التطورات في مدينة القدس المحتلة.
يذكر أن مدينة القدس المحتلة تشهد منذ بداية شهر رمضان، في 13 أبريل/نيسان الماضي، اعتداءات متصاعدة من جانب قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في منطقة "باب العمود" وحي "الشيخ جراح".
ومساء الجمعة والسبت، أسفرت اعتداءات إسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى والقدس عامة عن إصابة نحو 300 شخص، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
يأتي ذلك في ظل شكاوى فلسطينية من عمليات إسرائيلية مكثفة ومستمرة لطمس هوية القدس و"تهويدها"، حيث تزعم إسرائيل أن المدينة، بشطريها الغربي والشرقي، "عاصمة موحدة وأبدية لها".
في حين يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.