قالت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، السبت 8 مايو/أيار 2021، إن الولايات المتحدة تبحث عن خيارات لإعادة نشر قواتها التي ستسحبها من أفغانستان خلال الأشهر المقبلة، في ظل توقعات أن يكون لدول الخليج نصيب من ذلك.
بحسب الصحيفة، فإن القادة العسكريين في أمريكا يرغبون في تأمين قواعد للجنود والطائرات المسيرة والقاذفات والمدفعية، في أماكن قريبة من أفغانستان وذلك لدعم الحكومة الأفغانية وإبقاء تمرد طالبان تحت السيطرة ومراقبة المتطرفين الآخرين.
ووفقاً لبعض المسؤولين في إدارة بايدن، فالخيارات المفضلة هي أوزبكستان وطاجيكستان، اللتان تجاوران أفغانستان وستُمكّنان الولايات المتحدة من الوصول بسرعة إلى قواتها، لكن المسؤولين قالوا إن الانتشار العسكري الكبير لروسيا في المنطقة وتنامي حضور الصين والتوترات بينهما وبين واشنطن يزيدان من صعوبة خطط إنشاء قواعد في آسيا الوسطى.
جولة مباحثات
الصحيفة أكدت أن زلماي خليل زاد، الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان، قد سافر إلى أوزبكستان وطاجيكستان الأسبوع الماضي، لمناقشة الجهود المبذولة للتوسط في السلام بين الفصائل الأفغانية قبل الموعد النهائي للانسحاب، في 11 سبتمبر/أيلول، وهو موضوع قال مسؤول أمريكي مشارك في المناقشات إنه يثير قلق أوزبكستان وطاجيكستان، اللتين لا تريدان انتشار العنف.
ولم تُقدَّم أي طلبات رسمية لإقامة قواعد في آسيا الوسطى حتى الآن، وفقاً لمسؤولين أمريكيين، ولا تزال وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقيم الإيجابيات والسلبيات. وتشارك وزارة الخارجية والبيت الأبيض أيضاً في اتخاذ القرار.
وحين أعلنت إدارة بايدن الانسحاب، الشهر الماضي، قالت إنها ستشن غارات جوية أو ستنفذ مهام مراقبة إذا عادت القاعدة للظهور في أفغانستان، أو شكلت جماعة أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية تهديداً للولايات المتحدة أو مصالحها.
الخليج خيار محتمل
تشير الصحيفة إلى أنه إذا تعذّر إقامة قواعد البلدان المجاورة لأفغانستان، فيدرس المسؤولون الأمريكيون خيارات "ما وراء الأفق" في دول الخليج العربي، التي يستضيف العديد منها حالياً قوات أمريكية.
أما الخطة البديلة فهي تخصيص حاملة طائرات في المنطقة لطائرات يمكن الاستعانة بها في مهام فوق أفغانستان، على أن البحرية ليست متحمسة لهذا الخيار، بسبب احتياجها لها في أماكن أخرى، وفقاً للبحرية ومسؤولين آخرين.
وإنشاء قواعد في آسيا الوسطى سيعيد الولايات المتحدة إلى الوضع الذي كانت عليه في السنوات الأولى من الحرب الأفغانية. إذ كانت الولايات المتحدة تحتفظ بقاعدتين في آسيا الوسطى، واحدة في أوزبكستان وأخرى في قيرغيزستان، واستعانت بهما في عمليات أفغانستان.
لكنها انسحبت من أوزبكستان عام 2005، ومن قيرغيزستان بعدها بعشر سنوات تقريباً، بعد أن ضغطت مجموعة إقليمية بقيادة روسيا والصين على الولايات المتحدة لسحب قواتها من المنطقة.