قالت وكالة الأنباء الفلسطينية، الجمعة 7 مايو/أيار 2021، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت عمل الطواقم الطبية في المسجد الأقصى، وقرب حاجز قلنديا العسكري، وحي "الشيخ جراح" بالقدس المحتلة.
إذ ناشد مدير جمعية إسعاف الأمل للخدمات الصحية عبدالمجيد طه، وهو أحد المسعفين المصابين بالرصاص المطاطي خلال المواجهات المندلعة بالأقصى، جميع طواقم الإسعاف العاملة في القدس، التوجه إلى الأقصى، والتدخل لإسعاف المصابين، ومنع الاعتداء على الطواقم الطبية.
إغلاق حاجز قلنديا
في حين أغلقت قوات الاحتلال حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، ومنعت المركبات من الدخول للقدس، كما منعت طواقم طبية من الوصول لتقديم الإسعافات الأولية لأحد المصابين على الحاجز، حسب ما أفادت به جمعية الهلال الأحمر.
إذ أفادت مصادر محلية لـ"وفا"، بأن قوات الاحتلال منعت عدداً من الطواقم الطبية من الوصول للمصابين خلال المواجهات المندلعة في حي "الشيخ جراح".
في سياق متصل، احتجزت قوات الاحتلال عدداً من المواطنين العائدين من المسجد الأقصى على بواباته، وسط التنكيل بهم والاعتداء عليهم.
مظاهرات داعمة لـ"الأقصى"
في المقابل خرجت "مسيرات واحتجاجات، في يوم الجمعة 7 مايو/أيار 2021، بعدد من مناطق لبنان والمخيمات الفلسطينية فيه؛ رفضاً للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس المحتلة.
إذ أفاد شهود عيان بأن المسيرات انطلقت عقب صلاة التراويح في كل من مخيم "عين الحلوة" بمدينة صيدا (جنوب)، ومخيمي "برج البراجنة"، و"شاتيلا" في العاصمة بيروت.
هتافات ضد إسرائيل
حيث أطلق المشاركون هتافات منددة بالانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى، كما أطلقوا شعارات داعمة للفلسطينيين الموجودين في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح".
يُذكر أنه في وقت سابق، نفذ عدد من الإعلاميين اللبنانيين والفلسطينيين في مدينة صيدا، وقفة تضامنية تحت عنوان "إعلاميون لبنانيون وفلسطينيون متضامنون مع القدس وأهلها"، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية.
كانت فصائل فلسطينية وأحزاب وقوى وطنية وإسلامية في شمال لبنان نفذت عقب صلاة الجمعة، وقفة تضامنية بمخيم البداوي (شمال)؛ دعماً لانتفاضة القدس.
تصعيد إسرائيلي
كذلك وفي مساء الجمعة، صعّدت القوات الإسرائيلية اعتداءاتها في القدس، حيث أصيب 53 فلسطينياً بالرصاص المطاطي، وعشرات بحالات اختناق، إثر هجوم شنته على المصلين داخل "الأقصى"، بحسب جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" (غير حكومية).
قالت الجمعية في بيان: "تم نقل 83 إصابة لمستشفيات القدس، أما باقي الإصابات فقد تم علاجها ميدانياً". وأشارت إلى أن "عدداً كبيراً من الإصابات كانت في الوجه والعين والصدر بالرصاص المطاطي".
كما قال شهود عيان، لـ"الأناضول"، إن قوات الاحتلال اعتدت على المصلين العزّل، بعد الإفطار بفترة قصيرة، داخل "الأقصى" عقب اقتحامه من عدة أبواب مؤدية للمسجد.
تحذير إسماعيل هنية
في حين حذَّر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الجمعة 7 مايو/أيار 2021، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من "اللعب بالنار"، رداً على اعتداءات شرطة الاحتلال على الفلسطينيين بالمسجد الأقصى.
إذ قال هنية في كلمة متلفزة عبر فضائية الأقصى (تابعة للحركة)، ونشرها الموقع الإلكتروني للحركة: "يا نتنياهو، هذه معركة لا يمكن أن تنتصر فيها أنت ولا جيشك ولا شرطتك ولا كل كيانك". وأضاف: "الذي يجري انتفاضة يجب أن تتواصل ولن تتوقف".
مدافعون عن القدس
هنية تابع: "سندافع عن القدس والأقصى مهما كانت التضحيات، والمعركة التي يفتحها العدو في القدس معركة لا يمكن أن ينتصر فيها". ولفت إلى أن "الذي يجري في القدس من تضحية ودفاع هو عن وعي وعن إدراك وليس هبَّة عاطفية سوف تنتهي".
أردف: "القدس ورغم كل ما يجري من همجية وإرهاب إسرائيلي، مزّقت صفقة القرن بأقدام المرابطين في الأقصى". وزاد: "هذا العدو يرتكب حماقات، وهو لا يعرف نتائج ومآلات ما الذي يقوم به داخل القدس وداخل المسجد الأقصى المبارك".
أشار إلى أن "ما يجري رغم همجية الاحتلال، سيضع حداً لمسيرة التطبيع مع الاحتلال".
إنهاء اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل
في المقابل دعا هنية، الدول المُطبعة مع إسرائيل إلى "أن تُنهي هذه الاتفاقيات وأن تغلق السفارات التي فُتحت داخل أرض فلسطين".
في وقت سابق من الجمعة، حذَّر هنية من تداعيات العدوان الإسرائيلي على المصلين الفلسطينيين بالمسجد الأقصى. وقال مكتب هنية، في تصريح مقتضب، إن الأخير "يجري اتصالات مع عدد من المسؤولين بالمنطقة (لم يذكرهم)؛ لوقف الاعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى"، محذراً من "تداعيات هذا العدوان".
يُذكر أنه في مساء الجمعة، ارتفع عدد المصابين، من جرّاء اعتداء القوات الإسرائيلية على المصلين بالمسجد، إلى 163 بالرصاص المطاطي، إضافة لعشرات بحالات اختناق، وفق جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني".
فيما تشهد مدينة القدس، منذ بداية شهر رمضان الجاري، اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح".